علم کوردستان بین سیوف الاسلام و العروبة

آسو بیاری

 

 

/ کاتب کوردي- 8-9-2006  /سوید

 

مثلما النازیة تمثل الفکر العنصري ولاتقبل بوجود القومیات الاخری غیر الالمانیة و تمیز الاصل الأري علی الاخر، للاسلام  و الشوفینة العربیة نفس القیم و المقاییس بحق الشعوب الغیر العربیة، کالشعب الکوردي مثلا. فالدین الاسلامي نواة و اداة لتعریب الامم الاخری التي استعمرها العرب تحت مسمیات الفتوحات الاسلامیة، من الشرق الی الغرب منذ مئات السنین.  فلولا وجود الکتاب العربي السماوي(القرآن) لما استطاع العرب فرض  لغتهم، عاداتهم و تقالدیهم علی امم اخری کالقبطیین و البرابرة في المغرب و الشعوب الهندیة. الا و ان العرب بدون الاسلام والقرآن لبقوا ساکنین و منعزلیین في الجزیرة العربیة  لاحول لهم و لا قوة. هذه الحقیقة یعرفها اکثر العرب و بکل اسف یفتخرون بها. من هنا فالعرب لیسوا فقط استعمار استیطاني، بل استعمار دیني، اقتصادي  و قومي حاول و یحاولون دائما صهر القومیات الغیر العربیة و استغلال تلک الشعوب في سبیل  تعریب القومیات الاخری. ولهم حقد تأریخي علی القومیات التي لم ترکع لظلمهم، کالکورد و الفرس و الیهود و الاسپان و الارمن..الخ. اذن الدین الاسلامي  سلاح فعال لهذه العملیة(تعریب). اذن العروبة و الدین الاسلامي وجهان لعملة واحد‌ة، احدهما یکمل الاخر علی مر التأریخ، للسیطره و احتلال الدول الاخری و توسیع الکیان العربي علی حساب الکیان الغیر العربي في العالم. اذن ضعف الدین  یعني ضعف العروبة و انهیار العروبة یعني انهیار الدین الاسلامي.

 

القصد من هذه النبذة التأریخیة، تذکیر الشوفینین من البعثیین الاسلامیین، والرؤساء العنصریین  في الجامعة العربیة و الحاقدین الاخرین علی الشعب الکوردي في جنوب کوردستان المحتلة من قبل النظام العربي الشوفیني المنهار في العراق. ففي الوقت الذي یعاني البیت العربي من تدهور في جمیع مجالات الحیاة، یلقی الزعماء العنصریین بلوم علی الکورد وتهدید السلام  والهدوء الذي یعم معمورتهم و الاشتیاق الی ایام الماضي التي دمروا  وانفلوا الاف الابریاء من هذا الشعب المظلوم. 

 

لوکان زعماء العرب یهمهم سلامة و امان مواطنیهم و مستقبلهم، لسخروا ثروات بلدانهم لاجل ضمان حیاة الاجیال الحاضرة التي تعاني من استبدادهم و بطشهم. فلا یمر یوما و لا یقتل عشرات العرب من النساء والاطفال في الجزء العربي من العراق المفکک علی ایدي العرب انفسهم. رغم کل هذا الدمار و الموت الهجرة الکثیفة للعوائل العربیة الی کوردستان و خارج العراق، رغم عدم وجود شیئا اسمه امان، تکرس تللک القیادات کل جهودها لهجمات شرسة ضد الشعب الکوردي الآمن في وطنه تحت مبررات وهمیة لتفریغ ازمتها السیاسیة و الاخلاقیة التي دمرت الانسان العربي و عاقت تطور‌ه.

 

فالسؤال الذي یطرح نفسه امام تلک القیادات العربیة الشوفینیة هو متی یستفیق ضمیرهم، متی یقومون بمد ید الصداقة والتعاون للأمم التي دمروها تحت احتلالهم؟ متی یفکرون بمستقبل الانسان العربي الذي یعاني من التخلف الدیني، الطائفي، الاجتماعي و تأخر في جمیع مجالات الحیاة؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

 

الیس من الافضل  ترتیب البیت العربي المفکک  قبل التفکیر بحرق  بیوت الاخرین!

 
           

 

02/09/2015