حينما تدافع الكلاب عن الذئاب!!!!!

 

 صفوت جلال الجباري

 

 في المجتمعات الرعوية والتي لا تزال بعض اقانيمها سائدة لغاية يومنا هذا في ريفنا العراقي, جرت العادة ان يربي صاحب القطيع كلبا او عددا من الكلاب من اجل حراسة قطيعه من الذئاب والكواسر  , و في الحياة السياسية لمجتمعاتنا المبتلية بنظم ديكتاتورية قمعية  متخلفة, اقتبس الحكام (الذئابية )هذا المفهوم السائد باسلوب ميكافيلي من اجل حماية كراسيهم وعروشهم , بتربية وتسمين كلاب بشرية معدة خصيصا لنهش الاجساد البشرية التي  قد تفكر او تتجرأ بمعادات نظمها وقوانينها الجائرة مغدقة عليهم الاموال والامتيازات وفتات الموائد وسقط المتاع من السحت الحرام المنهوب من الشعب المغلوب على امره.

 في عراق البعث و صدام حسين كنا قد الفنا هذه الكلاب  على شكل نماذج بشرية تتهندم بالزي الزيتوني او حتى بالزي المدني وهي تزور ضحاياها بعد منتصف الليالي , لتنتزعها عنوة من أسرها وعوائلها و لتأخذها الى اقبية اللارجعة, ولكن بعد سقوط النظام والشروع بمحاكمة اقطابه بما تسمى بمحاكمة (عصر الديمقراطية الامريكية الناجز) نجد ان هذه الكلاب المدربة بشكل منهجي لا تزال الى يومنا هذا مستمرة في دورها الحراسي السابق , واليوم لاحظنا كيف ان احد هذه الكلاب المدربة (و هو يدلي باقواله بصفة شاهد مدافع عن الطاغية) يحاول تضليل المحكمة وتصوير كل جرائم صدام وجلاوزته وكأنها كانت ردود افعال طبيعية لنظام تعرّض لمؤامرات خارجية, ومع هذا فان ذلك النظام( الديمقراطي جدا) كان قد تعامل بشفافية ورحمة لا مثيل لها مع الضحايا حتى بلغ الصفاقة بهذا الكلب الشاهد ان حاول وضع الشعب العراقي في وضع يجعلهم ( يحسدون) الذين كانوا ضحايا مجزرة الدجيل لانهم اضحوا بعد محاولتهم اغتيال رأس النظام من اغنى اغنياء الدجيل والمنطقة,  بالنظر  لما استلموه من اموال وقطع سكنية واراضي  زراعية بديلة من بركة التعويضات السخية التي اجزلها  النظام عليهم جراء تضررهم وجرف مزارعهم وبساتينهم!!!!.

 اي دجل هذا واية مهزلة تلك التي يشهدها شعبنا العراقي المظلوم .... هل حقا ان النظام الصدامي كان بهذه الرّقة والوداعة والتسامح مع معارضيه ... وهل ان المساجين كانوا حقا ينالون الحلوى والشوكولاته في اقبية التعذيب والتحقيق لاجهزة امن ومخابرات النظام التعسفية.... وهل ان الاخبار التي ترآءت الىسمعنا من بعض الناجين من اقبية الموت كانت ملفقة ومبالغ فيها ...... وهل ان مئات الآلاف بل الملايين من الذين قضوا نحبهم في عمليات تصفية المعارضين منذ انقلاب البعث الاسود ولغاية يوم سقوطه المشين, بدءا من اعضاء الاحزاب السياسية العريقة كالحزب الشيوعي العراقي (بجناحيه القيادة المركزية واللجنة المركزية) ومرورا بالاحزاب القومية العربية والكوردية والكلدو آشورية والتركمانية, والاحزاب الدينية (شيعية كانت ام سنية) وانتهاءا بقتل وتشريد  الآلاف من الكورد الفيلييين, و بقصف مدينة حلبجة  بالاسلحة الكيمياوية ,وحملات الانفال وتجفيف الاهوار وابادة مئات الآلاف من المنتفضين في الجنوب وكردستان .....الى آخر القائمة من جرائم النظام المحلية والاقليمية, كانوا مجرد اوهام واختلاقات من محض الخيال الخصب....

....   وهل ان هذه المحاكمة ومجرياتها  التلفيقية من قبل هيئة الدفاع المأجور والشهود المزيفين تجعلنا ان نصدق باننا قد فقدنا  حقا نظاما ديمقراطيا قلّ نظيره في المنطقة والعالم ؟؟؟؟!!!! سؤال محير بحاجة الى اجوبة شافية من هيئة المحكمة , لاشباع ذهول المواطنين العراقيين  وعلى رأسهم اهالي الضحايا والمظلومين؟؟؟؟....

 

 
           

 

02/09/2015