مرزية فريقي غردت لکوردستان وودعت الحياة
محسن جوامير ـ کاتب کوردستاني

    

إثر مرض لم يمهلها طويلا، توفت الفنانة الکوردية مرزية فريقي تارکة شعبها وأرضها وأهلها، وهم يبکون لفراقها ويتحسرون..!

مرزية فريقي التي لم يتجاوزعمرها عن 46 سنة، والتي کانت تحمل أحاسيس شعبها وبکل جوارحها، من مواليد مدينة مه‌ريوان في شرق کوردستان..

کانت ومنذ نعومة أظفارها تحمل هموم شعبها الممزق بفعل المعاهدات

الدولية التي جلبت بالتالی کل المصاعب والمصائب علی شعب کوردستان، ولم يکن نصيب الراحلة من تجرع آلامها ومنغصاتها يسيرا، لکونها عاشت في قلب الأحداث شطرا من حياتها ورأت ثم بکت، ومن ثم تغربت حاملة معها الهموم والدموع أينما حلت واستقرت.

إذا کانت الاغنية تعني عند البعض قضاء الوقت في فضاء الخيال وتحليقاته‌ الإبتذالية، فانها کانت عند الفقيدة نشيد التحرير من نير الظلم والإنعتاق من العبودية التي طال أمدها علی الکورد وجعلت منه‌   ضحية الإستبداد..

لقد کانت مرزية خانم عاشقة لکل ذرات وطنها، من دون أن تميز أو تفضل جزءا علی آخر.. سواء عندها مهاباد ودياربکر أو دهوک وقامشلو.. ولقد أنشدت أغنياتها للکل ونبض قلبها ومن ثم توقف وهو يحمل آلام وآمال الکل..

کم کانت مزهوة وهي تری جنوب کوردستان محررا وشعبها في هذا الجزء يتقدم نحو بناء مستقبله‌، آملة أن تصل هذا الشعاع إلی عمق الأجزاء الأخری..! لهذا لم يکد يستقر بها المقام في السويد، حتی کانت تفکر في أن تعود إليه‌ وتعيش فيه بقية حياتها، ففعلت..

 ومازالت العينات من التراب الکوردستاني التي جمعتها في قنينة لتستأنس هي وزوجها الأستاذ ناصري رزازي بها في ديار الغربة، باقية في السويد وهي تبکي أمها : دايه‌ مرزيه‌..!

لم أکن أعتقد في يوم من الأيام بأنني سوف أکتب کلمات عن فنان أو فنانة، ولکن لا أکذب علی نفسي ولا علی قلمي ولا علی قارئي... فان رحيلها أبکاني وأبکی قلمي..!

إنا لله‌ وإنا إليه‌ راجعون

 

mohsinjwamir@hotmail.com