الدولة التركية والعهر السياسي على الطريقة الاسلامية
صفوت جلال الجباري    

   

الدولة التركية ومنذ تأسيسها على يد اليهودي مصطفى كمال اتاتورك لم تتخلى عن سياسة العهر والابتزاز السياسي الخانع في سياستها الخارجية مقابل القهر الفاشي الظالم تجاه مكونات الدولة التركية وعلى رأسهم الكورد......لقد تظاهرت بالمفاهيم العلمانية واجبرت السكان على اعتمار القبعة والبنطال تشبها بالغرب ولكنها لم تستطع ان تنزع طربوشها التركي  ومفاهيمها الفاشية والقومية والعنصرية من ادمغة ورؤوس الطورانيين الخاوية بنفس الحماس.....وشكلت برلمانا  لا يتعدى وظيفته اكثر من اضفاء الشرعية الدستورية  على قرارات ما يسمى بمجلس الامن القومي  العسكري ذو التوجهات القومية والفاشية المغرقة بتمجيد العرق التركي المغولي والبعيدة عن ابسط المفاهيم الديمقراطية والانسانية .

 على مستوى السياسة الخارجية لعبت الدولة التركية ومنذ تأسيسها دور الشرطي  والعراب للمحافظة على المصالح الغربية البريطانية و بعدهاالامريكية  و  التي استخدمتها كقاعدة امامية لحلف الناتو في لعبتها الدولية اثناء ما عرف بالحرب الباردة .... ومع سقوط المنظومة الشيوعية اصبحت الدولة التركية على شفير البطالة الخدماتية الدولية وذلك لانتفاء الحاجة الى خدماتها في ميدان مراقبة ما كان هاجس الغرب آنذاك في الحد من النفوذ الشيوعي ومنعه للوصول الى المياة الدافئة في الخليج والغنية بآبار النفط .

الاقتصاد التركي المنهار بحاجة دوما الى حقنات من المساعدات الامريكية  حتى تبقى واقفة على رجليها ,وعليها ان تبحث عن مجالات جديدة لتلبية الخدمات للذي  يدفع اكثر, وهذا هو ديدن  العرابين  والوسطاء دوما.....والمجال الوحيد الذي بقي امام مخططي السياسة الخارجية التركية هو التغزل بالدولة العبرية ومحاولة تأهيل دورها من اجل التطبيع مع الدول العربية والاسلامية للخروج من عزلتها التأريخية ومنذ انشاء الدولة اليهودية والى اليوم.

 

وحسنا فعلت اسرائيل في استخدام هذه الدولة العاهرة في خدمة سياساتها ( واني شخصيا لست ضد سياسات الانفتاح للدولة العبرية لانها دولة اثبتت وجودها في المنطقة).... فاسرائيل  لايمكن ان تجد دولة تتوفر فيها مواصفات ميكافيلية و مستعدة ان تفعل اي شئ من اجل ارضاء الولايات المتحدة وحلفائها افضل من  الدولة التركية .... والدور التركي معروف من فترة طويلة في علاقاتها الحميمة مع الدولة العبرية في المجالات الاقتصادية والعسكرية خاصة  وهو ليس بشئ جديد, ولكن الجديد

 هو دور العراب الذي بدأت الدولة التركية التي تحكم الآن من قبل حزب اسلامي التوجه مثل حزب ( العدالة والتنمية) في  لعبها لجر الدول العربية والاسلامية الى حلبة التطبيع والدعوة لاقامة علاقات كاملة  مع اسرائيل .....فمهمة حزب( العدالة) و(التنمية) هي( عداوة) الشعب الكوردي (وتنمية)العلاقات مع اسرائيل ......., فقبل عدة اشهر حذرت وعلى لسان عبد لله غول  الرجل الثاني في الحزب المذكور من زيادة النفوذ الاسرائيلي في كوردستان العراق وابدت تخوفها  منه, اما الآن فهي تدعو دولة اسلامية كبيرة مثل باكستان الى حفلة التطبيع مع اسرائيل!!!! اية ازدواجية وعهر سياسي هذه التي تمارسها الدولة التركية  .... فالاتفاق الذي تم توقيعه اليوم في اسطنبول بين سليفان شالوم وزير خارجية اسرائيل ونظيره الباكستاني خورشيد كاسوري  ما هي الى بداية لتدشين الدور التركي الجديد في المنطقة في لعب ادوار اخرى لجر ارجل بقية الدول العربية والاسلامية التي لازالت بعيدة عن كرنفال التطبيع مع الدولة العبرية .....

 والسؤال المحرج للقوميين والاسلاميين الاتراك وحتى صنيعتهم التي تسمى بالجبهة التركمانية .... ما هو ردكم الآن على ما يجري في تركيا التي تحكمها حزب اسلامي كان احدى شعاراته الانتخابية الحد من النفوذ الاسرائيلي في تركيا .... وهل لازالت تركيا تتخوف من ازدياد النفوذ الاسرائيلي المزعوم في كوردستان؟؟؟؟!!!! وهي تسعى وبشكل علني وامام مرأى ومسمع العالم  في تبني توسيع هذا النفوذ لتشمل كل العالم العربي والاسلامي.... وهل لا زالت الجبهة التركمانية العميلة تتباكى على اسلاميتها الضائعة فيما سمي بالتعاون الكوردي الاسرائيلي المزعوم ودور الموساد في كوردستان.... كما تتباكى  على عراقيتها الضائعة وحرصها على وحدة العراق وحدة العراق..... وهي لا تنتمي اصلا الى العراق  بشئ!!!!

صحيح المثل الذي يقول " اذا لم تستحي افعل ما تشاء"