فإذا كانت كركوك غير كوردية فلماذا
    هذه السياسة ضد سكانها  ؟
 محمود الوندي

   

هناك مصادر تأريخية موثوقة كتبها أشخاص ومؤسسات غيركوردية ، عن كوردية كركوك ، وأول تلك المصادرهي موسوعة قاموس الأعلام لمؤلفها التركي شمس الدين سامي الصادرة من أستنطبول والذي يعود تأريخ أصدارها الى عام  1898 يؤكد المؤلف عن كوردية كركوك ومن مدن كوردستان العائدة الى ولاية الموصل ( علمآ كانت أسمها سابقآ ولاية شهرزور وعاصمتها كركوك وكان والي عليها هارون رشيد في زمن أخيه هادي خليفة العباسية ) ، ما كتبه مؤلف التركي شمس الدين سامي هو نتيجة ما قرأه من الوثائق الرسمية للدول العثمانية ، وما شاهده من تلك الوثائق  .

وفي التقريرالصادرعن عصبة الأمم عام  1924 حول مشكلة الموصل وأجراء المفاوضات بين الوفدين التركي والأنكليزي عن مصير مدينة كركوك بعد استماع الى أراء الجانبين ، يؤكد أن الطرفين متفقان على أن الكورد يشكلون الأكثرية في تلك المدينة . أضافة الى أعتراف السيد عصمت اينونو ممثل تركيا في تلك المفاوضات بأكثرية الكورد في كركوك ، هو خير دليل على كون هذه المدينة عريقة في كورديتها  . وناهيك عن نتائج الإحصاء الذي قامت به اللجنة المكلفة بذلك من قبل عصبة الأمم عام  1925 فقد أشارت إحصاء تلك اللجنة الى إن التوزيع السكاني لمدينة كركوك من الوجهة القومية تكون ثلثين المدينة من الكورد والبقية الباقية هم تركمان وعرب . وبغض نظر عن أحصائية  1936 ، 1957 .  وهناك شواهد تأريخية وأثرية تثبت لجميع كوردية كركوك ، أشرنا اليها في مقالاتنا سابقة .

فمنذ أكتشاف النفط وأنتاجيه تجاريآ بدأت مجموعة من الأجراءات تتخذ من شأنها أن تؤثر على وضع المدينة وتركيبها القومي ، هذه السياسة لم تكن سياسة عابرة وصدفة عفوية ، وأنما كانت مقصودة لتغيير الواقع الديموغرافي لمدينة كركوك أوالأخلال بالتوازن في هذه المدينة بالتركيبة القومية .

أن نتيجة سياسة التعريب التي بدأت عملياتها الأولى منذ تأسيس الحكومة

العراقية الى هذه اللحظة ، كمحاولة التنكر بكوردية كركوك. بدأت الحملات تهجير والطرد من المدينة كانت ضحيتها عشرات الألاف من أبناء مدينة كركوك من كورد ، قامت الأنظمة المتعاقبة في العراق بأستقدام مواطنين عرب الى مدينة كركوك ليحلوا محل سكانها الأصلاء ، لقد ظلت الدولة العراقية على أمتداد تأريخيها لتعريب مدينة كركوك ، ( بأستثناء فترة قصيرة أعقبت عام 1958 أبان ثورة الرابع عشر من تموز الخالدة ). ، تم إسكان عشرين ألف عائلة عربية في الحويجة وداقوق تحت أسم ( وحدات أستثمارية للأراضي ) ، في عهد الملك غازي عام 1937. عندما سطا الحزب البعث على السلطة ، لقد مارس هذه العملية بصورة مستمرة وقد شملت مناطق الأخرى من مدن كوردستان . وقصد منها أن يقلص الى الأدنى الحدود وجود القومية الكوردية . وأذا توسعنا في رؤية ما حصل حتى للحدود ، عديد من الأقضية والنواحي ألحقت بمحافظات أخرى .

هنا أسئلة المهمة الذي يلح في الأجابة-----

فإذا كانت كركوك غير كوردية فلماذا هذه السياسة ضد سكانها الأصلاء  ؟.