"هوامش على دعوة الحوار المتمدن لتحالف قوى اليسار

طه معروف

   

 

 

ِ  أبدأ بالسؤال الاول المتعلق بالدروس التى يمكن لقوى اليسارالديمقراطى العراقى استخلاصها     من المرحلة المنصرمة ومنها"الانتخابات" الانتقالية للاستفادة منها فى نشاطها الراهن.            

 أودان أشيراولا بإن ما حصل فى العراق لا يمكن اعتباره عملية انتخابية بالمعنى الواقعى للكلمة بل يمكن إدراجه ضمن السيناريو الامريكى لخداع الجماهير من خلال اضفاء الشرعية على الاحتلال و التقسيم الطائفي، القومي والعشائري للمجتمع العراقي و إذا حدثت أية عملية اخرى من هذا القبيل فى المستقبل و فى ظل سيادة وتواجد  قوى الاحتلال ، فعلينا ان لانكتفى فقط بالمقاطعة أو بعدم المشاركة فيها وانما إدانتها وفضحها والقيام بتوعية وتنظيم الجماهير ضدها.ان اهم الدروس التي يجب على قوى اليسار استخلاصها من المهزلة الانتخابية للاستفادة منها فى الوضع الراهن هى  التمركز والتحرك بإتجاه إ نهاء حالة الاحتلال، التى بدونه لايمكن التخطيط لأى عمل سياسى يستهدف توعية وتنظيم الجماهير والنهوض بها للتصدى للمشاريع الرجعية للقوميين والاسلاميين واذا كان المقصود من اليسار الممثلين عن قائمة اتحاد الشعب وخاصة "الحزب الشيوعى العراقى" الذين شاركوا فى المهزلة الانتخابية برعاية قوة الاحتلال فهذا خطأ فاضح وجسيم وموقف غير سليم تجاه هذا التيار السياسي التى لايمت بأية صلة لليسار العمالى والماركسى وانما يمكن تصنيفه ضمن  الجماعات(القومية وشبه الدينية) مثلما صنف لينين اليساريين الذين رفعوا شعار "الدفاع عن الوطن" بالقوميين الانفصاليين عن الحركة الاشتراكية العمالية.                   

 

 اما حول المشاركة فى صياغة دستور ديمقراطى علمانى مدنى عراقى فى ظل الاحتلال وسيادة قوى السيناريو الاسود من الاسلاميين والقوميين العرب والاكراد فهومجرد وهم من اوهام اليسار  الهامشي وليس يصب الا فى خانة التأملات اليسارية الفوقية والسطحية المنفصلة عن المجتمع و الذى  يخطط دائما من  خلال ذهنيته الضيقة  بعيدا عن الواقع الاجتماعى ومستلزمات الصراع السياسى وإلا فما جدوى مشاركة أشد الحركات الرجعية اطلاقا وقبول  خطوطها الحمراء والالتزام بها وباملائاتها المتعلقة بمشاريعها الرجعية فى اطار المهزلة الانتخابية او كتابة الدستور .                                                                

واخيرا فان الطريق نحو إقامة حكومة علمانية غير قومية وغير دينية ودستورديمقراطى علمانى  يمر عبر النضال ضد الاحتلال ،كظاهرة اجتماعية لا يمكن دون انهائها إحداث اى تغيراو تحول اساسى ايجابى فى وضعية العراق، وضد جميع القوى التى تساند الاحتلال و دحض مشاريعها بدل التفكير والتخطيط للمشاركة معها اوالدوران فى فلك الاحتلال وقوى السيناريوالاسود من الاسلاميين والقوميين .                                                                      

 اما بخصوص السؤال الثانى الذي يتعلق بأهمية وضرورة قيام تحالف لقوى التيار اليسارى والديمقرا

 

 

"هوامش على دعوة الحوار المتمدن لتحالف قوى اليسار

 

طه معروف

17حزيران2005

 

ِ  أبدأ بالسؤال الاول المتعلق بالدروس التى يمكن لقوى اليسارالديمقراطى العراقى استخلاصها     من المرحلة المنصرمة ومنها"الانتخابات" الانتقالية للاستفادة منها فى نشاطها الراهن.            

 أودان أشيراولا بإن ما حصل فى العراق لا يمكن اعتباره عملية انتخابية بالمعنى الواقعى للكلمة بل يمكن إدراجه ضمن السيناريو الامريكى لخداع الجماهير من خلال اضفاء الشرعية على الاحتلال و التقسيم الطائفي، القومي والعشائري للمجتمع العراقي و إذا حدثت أية عملية اخرى من هذا القبيل فى المستقبل و فى ظل سيادة وتواجد  قوى الاحتلال ، فعلينا ان لانكتفى فقط بالمقاطعة أو بعدم المشاركة فيها وانما إدانتها وفضحها والقيام بتوعية وتنظيم الجماهير ضدها.ان اهم الدروس التي يجب على قوى اليسار استخلاصها من المهزلة الانتخابية للاستفادة منها فى الوضع الراهن هى  التمركز والتحرك بإتجاه إ نهاء حالة الاحتلال، التى بدونه لايمكن التخطيط لأى عمل سياسى يستهدف توعية وتنظيم الجماهير والنهوض بها للتصدى للمشاريع الرجعية للقوميين والاسلاميين واذا كان المقصود من اليسار الممثلين عن قائمة اتحاد الشعب وخاصة "الحزب الشيوعى العراقى" الذين شاركوا فى المهزلة الانتخابية برعاية قوة الاحتلال فهذا خطأ فاضح وجسيم وموقف غير سليم تجاه هذا التيار السياسي التى لايمت بأية صلة لليسار العمالى والماركسى وانما يمكن تصنيفه ضمن  الجماعات(القومية وشبه الدينية) مثلما صنف لينين اليساريين الذين رفعوا شعار "الدفاع عن الوطن" بالقوميين الانفصاليين عن الحركة الاشتراكية العمالية.                   

 

 اما حول المشاركة فى صياغة دستور ديمقراطى علمانى مدنى عراقى فى ظل الاحتلال وسيادة قوى السيناريو الاسود من الاسلاميين والقوميين العرب والاكراد فهومجرد وهم من اوهام اليسار  الهامشي وليس يصب الا فى خانة التأملات اليسارية الفوقية والسطحية المنفصلة عن المجتمع و الذى  يخطط دائما من  خلال ذهنيته الضيقة  بعيدا عن الواقع الاجتماعى ومستلزمات الصراع السياسى وإلا فما جدوى مشاركة أشد الحركات الرجعية اطلاقا وقبول  خطوطها الحمراء والالتزام بها وباملائاتها المتعلقة بمشاريعها الرجعية فى اطار المهزلة الانتخابية او كتابة الدستور .                                                                

واخيرا فان الطريق نحو إقامة حكومة علمانية غير قومية وغير دينية ودستورديمقراطى علمانى  يمر عبر النضال ضد الاحتلال ،كظاهرة اجتماعية لا يمكن دون انهائها إحداث اى تغيراو تحول اساسى ايجابى فى وضعية العراق، وضد جميع القوى التى تساند الاحتلال و دحض مشاريعها بدل التفكير والتخطيط للمشاركة معها اوالدوران فى فلك الاحتلال وقوى السيناريوالاسود من الاسلاميين والقوميين .                                                                      

 اما بخصوص السؤال الثانى الذي يتعلق بأهمية وضرورة قيام تحالف لقوى التيار اليسارى والديمقرا

 

 

 

"هوامش على دعوة الحوار المتمدن لتحالف قوى اليسار

 

طه معروف

17حزيران2005

 

ِ  أبدأ بالسؤال الاول المتعلق بالدروس التى يمكن لقوى اليسارالديمقراطى العراقى استخلاصها     من المرحلة المنصرمة ومنها"الانتخابات" الانتقالية للاستفادة منها فى نشاطها الراهن.             

 أودان أشيراولا بإن ما حصل فى العراق لا يمكن اعتباره عملية انتخابية بالمعنى الواقعى للكلمة بل يمكن إدراجه ضمن السيناريو الامريكى لخداع الجماهير من خلال اضفاء الشرعية على الاحتلال و التقسيم الطائفي، القومي والعشائري للمجتمع العراقي و إذا حدثت أية عملية اخرى من هذا القبيل فى المستقبل و فى ظل سيادة وتواجد  قوى الاحتلال ، فعلينا ان لانكتفى فقط بالمقاطعة أو بعدم المشاركة فيها وانما إدانتها وفضحها والقيام بتوعية وتنظيم الجماهير ضدها.ان اهم الدروس التي يجب على قوى اليسار استخلاصها من المهزلة الانتخابية للاستفادة منها فى الوضع الراهن هى  التمركز والتحرك بإتجاه إ نهاء حالة الاحتلال، التى بدونه لايمكن التخطيط لأى عمل سياسى يستهدف توعية وتنظيم الجماهير والنهوض بها للتصدى للمشاريع الرجعية للقوميين والاسلاميين واذا كان المقصود من اليسار الممثلين عن قائمة اتحاد الشعب وخاصة "الحزب الشيوعى العراقى" الذين شاركوا فى المهزلة الانتخابية برعاية قوة الاحتلال فهذا خطأ فاضح وجسيم وموقف غير سليم تجاه هذا التيار السياسي التى لايمت بأية صلة لليسار العمالى والماركسى وانما يمكن تصنيفه ضمن  الجماعات(القومية وشبه الدينية) مثلما صنف لينين اليساريين الذين رفعوا شعار "الدفاع عن الوطن" بالقوميين الانفصاليين عن الحركة الاشتراكية العمالية.                   

 

 اما حول المشاركة فى صياغة دستور ديمقراطى علمانى مدنى عراقى فى ظل الاحتلال وسيادة قوى السيناريو الاسود من الاسلاميين والقوميين العرب والاكراد فهومجرد وهم من اوهام اليسار  الهامشي وليس يصب الا فى خانة التأملات اليسارية الفوقية والسطحية المنفصلة عن المجتمع و الذى  يخطط دائما من  خلال ذهنيته الضيقة  بعيدا عن الواقع الاجتماعى ومستلزمات الصراع السياسى وإلا فما جدوى مشاركة أشد الحركات الرجعية اطلاقا وقبول  خطوطها الحمراء والالتزام بها وباملائاتها المتعلقة بمشاريعها الرجعية فى اطار المهزلة الانتخابية او كتابة الدستور .                                                                 

واخيرا فان الطريق نحو إقامة حكومة علمانية غير قومية وغير دينية ودستورديمقراطى علمانى  يمر عبر النضال ضد الاحتلال ،كظاهرة اجتماعية لا يمكن دون انهائها إحداث اى تغيراو تحول اساسى ايجابى فى وضعية العراق، وضد جميع القوى التى تساند الاحتلال و دحض مشاريعها بدل التفكير والتخطيط للمشاركة معها اوالدوران فى فلك الاحتلال وقوى السيناريوالاسود من الاسلاميين والقوميين .                                                                       

 اما بخصوص السؤال الثانى الذي يتعلق بأهمية وضرورة قيام تحالف لقوى التيار اليسارى والديمقراطى وتأثيراته على تقارب وتحالف الاحزاب اليسارية والديمقراطية فى دول الجوار والشرق الاوسط فمن الضرورى فى البداية توضيح وتحديد بعض المفاهيم والمصطلحات والشعارات التى لازال اليسار اللاعمالى يستخدمها بسبب كونه ينطلق من مفاهيم تقليدية تعكس الواقع الاجتماعى فى قوالب وتصورات ذهنية ضيقة، بعيدة كل البعد عن امال ومتطلبات الجماهير، ويحاول ان يطرح المشاريع تلو المشاريع دون التفكير بأبعادها الاجتماعية. وحتى الحديث فيما بينها بشأن التحالف يصب فى اطار مفاهيم اليسار التقليدى ( للاصرارعلى الإبقاء) على حالة التشتت والتمركز فى عدد من الحلقات والمحافل الضعيفة كتربة مناسبة لنشاطهم الذهنى وعلى صعيد اخر فإن الهدف من طرح  شعار تحالف قوى اليسار والديمقراطية هى جزء من محاولة الوقوف بوجه( التحزب) اليسارى العمالى ومن هنا ليس غريبا على هذا اليسار عندما يصنف و يطلق على المشاركين فى موكب عاشورا" للطلم الصدور وفلق الرؤوس بالسكاكين" ,بأنهم من العائلة او المدرسة اليسارية او التأكيدعلى مطالبة لجنة كتابة الدستور على "احترام الهوية الاسلامية للمجتمع العراقى"  فى حين يدير ظهره ل ( حرية الالحاد او عدم التد يين) ،على ضوء هذا التصور وخاصةوان الطرح المذكور جاء في سياق معزول عن المهمات الاجتماعية فإن أهمية وضرورة قيام تحالف لقوى اليسار هى إصرار للبقاء فى (الانعزال) عن الواقع الاجتماعى او السير  وراء الحركات الرجعية وهو بالتأكيد يؤثر سلبا على تقارب وتحالف الاحزاب اليسارية فى المنطقة سواء من حيث المنهج او من حيث التصورالسياسى و الشعارات وخصوصا الموقف المتخاذل من الاحتلال  فى حين إن غالبية  قوى اليسار بمختلف اتجاهاته  و حتىالديمقراطيين الليبراليين  فى المنطقة وفى ربوع العالم وقفوا بوجه هذا الاحتلال ضمن حملة عالميةلاستنكاروادانةالحرب الامريكية على العراق.                                                

في السؤال الثالث والاخير يقترح علينا الاصدقاء مهمات ضرورية لتحديد اساس مناسب لهذه التحالفات. وأنا أقترح على "اليسار" بأن يكفوا عن الاصطياد فى الماء العكر رجاءا، والشروع بالانفصال عن هذا التأريخ الذى دفع بكم الى الانعزال والبقاء  فى  حاشية المجتمع  والانظمام الى قافلة ومسيرة الثوريين لدرء اثار الاحتلال وسيادة الحركات القومية والطائفية التي تتعمق يوما بعد اخر وفرض التراجع على الاسلاميين والقوميين كأحدى المهمات الضرورية والملحة والصالحة لهذه التحالفات  بوصفه الطريق الوحيد الذي يضمن حق الجماهير للاختيار الواعى والحر للنظام السياسى واعادة المدنية الى المجتمع العراقى، وإقرار النظام السياسى والادارة الحكوميةالمقبلة فى العراق وكتابة الدستور من قبل الممثلين المباشرين للجماهيرواقامة استفتاء حر ونزيه فورى فى كردستان وهذه المهمات هى مقياس اجتماعى نابع من المستلزمات والمتطلبات الحيوية و الآنية للجماهير و يشكل اسسا سليمة لإية تحالفات ومن هنا ادعوا الاصدقاء للتخلى عن حججهم الواهية وأن ينظموا صفوفهم فى مؤتمر حرية العراق وهى منظمة جماهيرية ديمقراطية غير دينية وغير قومية ومستقلة ،تناضل من اجل إرساء دولة حرة فى العراق  ،غيردينية ، غيرقوميةوتستند الى ارادة الجماهيرخاصة وانه بات يعرف على الساحة السياسية العراقية والاقليمية والدولية كممثل للمدنية ولجماهير الاحرار و يناضل ضد هذه اللوحة البشعة من الاحتلال وحكم الاسلاميين والقوميين وحروبهم الرجعية

 

 17حزيران2005