على ضفاف البرك من دماء الابرياء

حمه رشيد هَرَس    _ مسرحى كوردستانى

  hemereshid@hotmail.com

( انما الاعمال بالنيات ) فأى عمل ينبثق من النيات الشوفينية, واية نتيجة هى ثمرة القرارات المتخمرة بالخميرة العنصرية.

ليس خاف على احد بأن الجمهورية العراقية المجردة او الجمهورية العراقية الفيدرالية ليست الا مساحة المنطقة الخضراء والتى تساوى خمسة كيلومترات مربعة على اكثر تقدير. طبعاً ما عدا كوردستان لانها تحت سيطرة الايادى الامنة, وانها تعتبر بمثابة دولة اخرى اذا قارنناها بالعراق من ناحية الامان وحكم القانون والاسقرار والى اخره من مقومات الدولة المتمدنة.

فخارج( جمهورية المنطقة الخضراء ) لاتملك الحكومة شبر ارض يستطيع البقاء فيها امنا, ولا يوجد اية امتثال لامر الحكومة, بل هنالك تنظيمات ارهابية مستمدة القوى من الدول المعروفة بتغذية وادامة الارهاب, لذلك لهم امكانية  التحرك ليس فى العراق فحسب, بل فى كامل المناطق المجاورة ايضا, وهذا هو سر قوتهم وديمومتهم والقدرة على ضرب اى هدف محدد, معتبرين انفسهم اصحاب الحق الابدى فى ان يهدمون الدنيا على سكانها الابرياء.

هنالك ايضا وزراء ورجال حكومة محبوسين فى وزاراتهم ودورهم ودوائرهم

والحذر لاتغيب عنهم ولو للحضة حين يتنقلون من مكان الى اخر, او منتشرين فى خارج الدولة بحجج الزيارات والوفود والتأويلات والتمويهات. او يغيرون محلات اقاماتهم و سكناهم اسبوعيا او حتى يوميا لاجل الاختفاء عن الانظار. وبالمقابل هناك تنظيمات ارهابيه طليقه لهم الايادى القذرة فى تطبيق ما يلائم مصلحتهم ومصالح الدكتاتوريات المجاورة فى مجال التصفيات والاختطافات والهجمات الانتحارية. فهم اتوا وفى ادمغتهم شعار ابادة المذهب الشيعى وتدمير العراق على رؤوسهم, ورفض كل الصيغ السياسية التى تعاديهم وتعادى الوهابية ونهجهم الطائفى العنصرى.

انتخب السيد الجعفرى رئيسا لوزراء هذة الحكومة ذو الاكثرية الشيعية, وتراجع او تجاهل عند اول خطوة له على القوانين والمواثيق التى اتفقوا على مضامينها بالامس القريب, وجدد جراحاتنا الغير الملتئمة واكدوا مرة اخرى بعدم جدوى التعايش الموثوق, لانه وكما يقول المثل:( وداونى بالتى كانت هى الداء ).

فقطع فى بادىء الامر فقرة ( العراق الفيدرالى ) عند قَسَمه ومن ثم عدم ذكر البرمان الكوردستانى كمؤسسه تشريعيه فى كوردستان وكذلك عدم التطرق لمعالجة قضية كركوك وفق فقرة 58 من قانون ادارة الدوله حين تقديمه لمشروع حكومته امام الجمعية الوطنية, وعرقل اعمال اللجنة التى تقوم بمهام تطبيع الاوضاع فى كركوك, اى انه اثبت مجددا باستحالة هضم حقوق الكورد من قبل العرب الذين يرتقون فى مجالات السلطة, حتى العرب على المذهب الشيعى الذين غير معترف بهم عربا من قبل المتطرفين السنة والوهابيين ويقولون: بأنهم بقايا المجوس وتوابع للفرس والصفويين وانهم من الرافضين, وخير اثبات هى تلك الحمامات الدموية اليومية لابادتهم من قبل الارهابيين السنة, ولا يهدأ شرورهم مادام هناك شيعى واحد يروم حكم البلاد.

اذن لمصلحة من تتجاهل حقنا المشروع ومطالبنا التى ضحت من اجلها ملايين الكورد عبر مسيرتهاالتحررية التى بدأت قبل اكثر من مائة سنة ايها السيد الجعفرى؟

الى متى تعميق الهوة و خندق التطرف فى المعالجات؟ الى متى تقديس الباطل وتشويه كلما هو الحق والصواب؟ الى متى التعامل مع الكورد وكأنهم ذبائح القربان؟

والى متى المحاولة لزعزعة اصول رسخت جذورها فى اعماق وجداننا؟

هذا هو الكساد الخانق للحقيقة والمنطق, حين يتنزه بعض الضمائر على ضفف البرك من دماء الابرياء.

هذا هو الكساد الخانق للحقيقة والمنطق حين يرتاحون فى واقع الخيالات, ويتجاهلون الواقع المحسوس.

الشوفينية العربية تحاول جعل قانون ادارة الدولة قانوناً هشاً, لان هشاشة القانون او عدم تطبيقه هو مطلب الدكتاتوريات الحاكمة ضد ارادة الشعب, اية ديمقراطية هذه؟ اذا انتم غير قادرين على تغذية الشعب بمستلزمات واساليب العصر؟

خلاصة القول فيكم مواقف التى لايوجد فيهم ظلاً للثقة والحقائق ولا تدركون اى ثأثير تقهقرى ينتظركم.

وفينا ارادة البرزانى, الارادة التى ترفع من روح الفرد الكوردستانى, ويحترم عالمه الداخلى, وتعطيه قوة معنوية, وانها ظاهرة سرمدية مستمدة من وجدان اجدادنا العظام. وخطوط حمره مدادها دم الابرياء من امتنا, اى ليست كتلك الخطوط التى رسموها ضد الكورد و مزقها الذل والهوان والهزائم.

 

5/6/2005