نعاج الله

حميد كشكولي

   

 

نحن النعاج ،

ندلي بثغائنا ،

والثغاء هو عين الصوت،

 لبّيك ! لبّيك!

 نحن الذبيحة في الأعراس ،

 و المآتم. 

و ما أحوجنا  لراع ٍ  !

يرعى كرامتنا ،

ونحفظ له الفروج .

 

 إنّ الله أفرد ظله علينا ،

لكي لا نضلّ،

 وهو أحكم الحاكمين،

 ظلّه سيبقى  راعينا ،

ما دمنا متّقين عذابه الأليم، 

 وراعينا  خير الرعاة ،

بايعْنا  مندوب الله ،

 فقال في خطبته القصيرة:

" حي على الفلاح،

وحي على الصلاح " !

 

لن نحيد عن سبيله القويم  ،

وسنبقى أوفياء لأننا أشرف المخلوقات، 

وإنّا له لمطيعون.

 

مثقّفين ،

 نثغو ،

نهتف بحياة الظل ،

وطنيين ،

صدريين ،

هيئة فدائيي الحبيب والروح ،

جند الإمام ،

فرسان صلاح الدين ،

كلّنا نفتدي ظلَّ الله بسحق الورود،

وتمزيق الرؤوس،

كلّنا نعاج الله

و لراعينا مطيعون.

نثغو :

عاش ! عاش !

وما الفرق بين  "باش"!*  و "جاش"،**؟

طالما راعينا يموت في سبيل الحق ِّ ،

ويستطيع أن يعدل في الأرض بإذن ربّه ،

أو في السماء.

 

إلى أمام ! إلى أمام !

لا تفوّتوا هذه الفرصة النادرة

في سبيل خضرة المراعي،

ولأجل رقرقة الدماء الزاهية،

ولكي تبقى السكاكين حادة أبدا،

 فلا يمكن أن ترتعوا في  الرمال.

 

كلّنا نعاج الله ،

وظلّه الإمام راعينا . 

ندلي بثغائنا في خُرج  الوفاء،

فلا يشعر أحد بما يسرقون ،

ولا يسمع عصفور ما يقتسمون،

وبمَ يُقسمون.

 

لا نريد أن نتأخر عن القافلة ،

فهذا قدَرُنا،

وإنّا له لصاغرون.

فيا بلاداً ترثيها الشموس ،

و تلطم الأقمارُ لها الخدودَ !

يا مسرح الهزل من الأزل،

كم أنت ِهزلية حين يصعد فنانوك الخشبة ،

ليمثلوا مأساة النعاج في ليالي  القدْر وأيام القدَر!

 

ندلي بثغائنا،

نقرع طبولا مصنوعة من جلودنا المقدّسة،

نحن نعشق مصيرنا،

نموت في سبيل قَدَرنا،

 فدائييين  مجرّدين من السلاح و الرماح المصقولة في جنائن الفردوس ،

كلنا في الثغاء سواء

لتلعب الريح بلحانا،

ليبلل المطر عويناتنا الغليظة.

 

 عمالا ، رأسماليين و قوادين و مومسات ،

 أتقياء مقيمين في ديار العفّة والطهر،

محصناتٍ في الحريم،

شحاذين أمام  بيوت الله و  باب حرم زين العشيرة،

بيّاعي عبّاد الشمس في مقهى الشعب في السليمانية  ،

لواطيي الباب الشرقيّ،

سحاقيات يتجاهلن أحكام السحاق ،

محللين سياسيين وأساتذة الإقتصاد في جامعات  الأمجاد،

كلنا يحدونا الأمل باشراقة بهية للإمام ،

كلنا بشائر خير ،

بجنائن في الأرض لن ندخلها إلا بعد دخولنا جنان السماء.

 

فليقولوا إننا حمقى،

نحن لنا أصواتنا،

أصوات  يحبّها الإمام ، أيّما حبّ!

وهي أجمل هدية نقدمها له في الأعياد والمآتم

مخضّبةً بدمائنا القانية،

و ملتهبةً بأنفاسنا ،

ومعطّرةً بأريج الجهاد. 

 

يا بلادي!

يا أرضا شاسعة تُرعى فيها أفضل الأغنام،

يا صاحبة آلاف البقرات الحلوب،

أحبّكِ  حتى الرمق الأخير  ،

أعبدك عبادة ،

وما أسعدني حين أمزّق بطون أعدائك !

 فمهما كان غدر الزمان ،

ورغم عنفوان أعدائك ،

نحن أولاد الطيبة  والحماقات،

نحن الغيارى ،

وأكرم ُمن البشر ،

ندلي يأصواتنا ،

أو بثغائنا ،

 لراعينا ، وكيل الله .

 

 ‏20‏‏/‏06‏‏/‏2005‏

 

 

* باش و جاش كلمتان كرديتان تعنى الأولى " جيد" والأخرى تعني " جحش"