لو کنت ترکمانيا لاعترفت!

محسن جواميرـ کاتب کوردستاني

   

الظاهر من المقالات التي ‌يکتبها بعض الاخوة من الترکمان، ان الارض قد ضاقت عليهم بما رحبت، وکأن کسفا من السماء قد نزلت عليهم، وذلك بعد يوم قارعة الانتخابات... حيث ما أن دخلوا امتحانات الانتخابات وسقطوا، حتى فقدوا صوابهم، لان الاماني قد غرتهم، وظنوا ان معجزة الکبرياء  ستسعفهم،کيف لا وقد اشربوا من برکات آياتها‌ـ ترکي واحد يساوي الدنيا ـ وکيف لا تخضع لهم ـ إذن ـ الفئة الکبيرة، طالما کبيرهم و مربيهم بشرّهم وادخل في روعهم أنهم افضل خلق الله‌ کلهموا، ومهما قل عددهم فهم کثر!! و ران على قلوبهم تلک المواقف الهوجاء والمستوردة التي لم تأت لا من منبت صدق ولا من بلد طيب... فباتوا على  شفا جرف هار!

لذلك تجدهم يضربون الاخماس  بالاسداس ولسان حالهم يقول: يا ليتها کانت قاضية !... ولا بأس! فما اسهل من ان يقال ان النتائج زورت، وان غرباء جييء بهم،واجبر اناس من الترکمان في هولير  باستعمال قلم الرصاص، او دفع الرشاوی لبعض المأجورين من الترکمان ليصوتوا ضد بني جلدتهم !!... لعل الکورد تحولوا الی {سوپرمان }ونحن لا ندري !!

 

وبعد أن أتتهم الحقائق والارقام من حيث لم ‌يحتسبوا، شرعوا يدخلوا بالجهل وهم قد خرجوا لتوهم به، فبدأوا بعملية احصاء للاحياء والمدن والاقضية والنواحي والمقابروالاضرحة والجسور{كوپري} والقاب العوائل والحمامات التي تحمل ومنذ العهد العثماني الاسماء الترکية ...مثل  قضاء  کويسنجق  وناحية قره‌داغ {الجبل الاسود}... فناهيکم عن عدم وجود شخص واحد يتحدث بالترکمانية هناک،فلن تجد فردا يفهمها...

 

والآن وبعد أن أصبحوا(في ظلمات لا يبصرون) بدأوا بالضرب علی وترين هما اولا حملة تتريك مسيحيي قلعة  کرکوك وذلك من خلال إضفاء صفة الترکمانية عليهم ، و ثانيا کيل الاتهامات للاعلاميين و المسؤولين العراقيين لکونهم يذکرون الترکمان بعد الآشوريين، في حين أن الآشوريين ـ حسب زعمهم ـ لا يساوون ربع سکان الترکمان الذى يصل ـ حسب ظنهم المؤکد !ـ الى 4 ملايين ... وبعد(أن هموا بمالم ينالوا) ظهرت لهم اسطوانة جديدة ثالثة تقول باعتماد مبدأ التوافق والکفاءة لان لا فرق بين عربي واعجمي إلا بالتقوى..

 

********

 

لوکنت ترکمانيا لاعترفت وقلت: صحيح ‌‌أن حالات خروقات حصلت في العراق وکوردستان،ولا احد ينکر ذلك، حتى المسؤولين،ولن تجد طرفا راضيا بالتمام و الکمال عن نتيجة الانتخابات ، والکل يندب حظه‌، سواء کان هذا الطرف أو ذاک  کورديا اوعربيا، شيعيا او سنيا.... ومعلوم ان نفوس کل شريحة او طرف ،هي اکثر مما قررته‌ صناديق الاقتراع، بضمنهم الترکمان.

 

لو کنت ترکمانيا لاعترفت وقلت: حتى في الدول الراقية والمجربة للانتخابات ـ مثل ترکيا ـ تجري عمليات انتخابات انتقائية عبر عينات محددة من مجاميع  مختلفة من مجموع طبقات المجتمع، وذلك قبل إجراء الإنتخابات، وبالتالي يعول عليها لتحديد النتائج الى حد کبيرفى تقدير حجم آلأطراف و الأحزاب التى تخوض الإنتخابات في المستقبل... فکيف بالتي جرت في کوردستان بما في ذلک کرکوک، حيث أن الأغلبية من الکورد و الترکمان شارکت فيها...

 

لو کنت ترکمانيا لاعترفت وقلت: لو انطلقت من مدينة زاخو مرورا بمدينة دهوك و الموصل وهولير لحين وصولك الى کرکوک ، لن تجد قرية او ناحية او قضاء فيه تجمع ترکماني، باستثناء مراکز المدن في الموصل وهولير و ناحية پردى ـ آلتون کوپري ـ و التي لا تزيد عن عدة آلاف، وقد افرزت نتيجة الانتخابات ان عدد الترکمان في الموصل اکثر منه‌ في  هولير. ولو تجولت في کل قری ونواحي واقضية محافظة هولير، لما وجدت ترکمانيا واحدا فيها، ما عدا مرکز المحافظة وکان عدد اصوات قائمتهم (الفين واشويه‌)... وهذا يؤکد صحة الاحصاءات السابقة عن نفوس الترکمان في هولير في کل العقود الماضية.

 

لو کنت ترکمانيا لاعترفت وقلت: صحيح ان هناك عددا کبيرا ـ ولاسباب تأريخية وموضوعيةـ يعرفون الترکمانية، ولکنهم کورد... فأنا على الرغم من کوني کوردستانيا أولا واخيرا، وسيان عندي هوليرأوکرکوک وکذلك مهاباد أو دياربکر، ولکن لا مناص من ان اقول ـ والمکان يقتضي ـ بانني من هو‌ليرلحما ودما ونشأة، ولدت في عائلة جلّهم يتقنون الترکمانية، وأنا شخصيا أشتغل على موجتين ـ الکوردية و الترکيةـ في الخارج، وأکثر من نصف عائلتنا يتکلمون الترکمانية مع الکوردية... ولم اسمع يوما قط من احد في عائلتي أن قال أنه‌ ترکماني، بل إن الکثير منهم إشتغلوا على خط   ـ

 الکوردايه‌تي ـ بشکل أو بآخر ... ولازلت أذکرإمرأة قريبة لنا واسمها ـ دايزه‌ آمنة    ـ کانت تتکلـم الکوردية بشئ من الصعوبةـ ولکنها کانت عاشقة لکوردستان وتسکن فى القلعة، وکانت مهمتها السفر الى الموصل لشراء النايلون للپيشمرکة، لأن السيطرات العسکرية کانت تتساهل مع النساء في الستينات... ويا حبذا لو أقامت حکومة کوردستان تمثالا تذکاريا في باب ألأحمدية على قلعة هولير تذکرة لاولئک البطلات الهوليريات..

 

ولا أخفي عنکم بأن اللهجة المتداولة في بيوت أعمامي ولغاية ثورة الرابع عشر من تموز، کانت کوردية و ترکمانية، وبعضها مازالت... واسألوهم أن کنتـم لا تصدقون! وإن والدي ووالدتي کانا يجيدان اللهجة الترکمانية.

 

لوکنت ترکمانيا لاعترفت وقلت: أن جل مثقفى وادباء وسياسيي هولير ومنذ القديم يتکلمون الترکمانية بطلاقة ، من دون أن يکونوا ترکمانا، ناهيکم عن الدعوة الى الترکمانية... ليس هناك احد من الهوليريين لا يعرف او لم يسمع بإسم المرحوم عوني يوسف الوزير في عهد عبدالکريم قاسم...هذا الرجل، لم تکن لغته‌ الکردية فى مستوى لهجته‌ الترکمانية، ولکنه‌ کان من الپارتيين النشطين في هولير وکذلك وطنيا کورديا و مغامرا، وکان بيته‌ مزارا للشباب، و  يبعد عن بيتنا حوالي 100 مترا. واقرأوا کتاب (مجريات حياتي)للمرحوم الملا اسماعيل ـ مه‌لا ماطورـ إن کنتم لا تعلمون!

 

القاضي رشاد بن محمد المفتي بن ملاعثمان بن ملا ابي بکر الشهير بکچک ملا   الاربيلي، وهو والد الاستاذ عدنان المفتي المرشح لرئاسة پرلمان کوردستان... هذا العلامةـ وکما يذکرالشيخ سعدالدين مسعود ملا احمد في العدد15 من مجلة حلبجة ـ کان من المعدودين الذين يجيدون قراءة الفرمانات السلطانية العثمانية القديمة و ترجمتها الى اللغة العربية، وهو اول من قرأ خطبة الجمعة باللغتين العربية والکردية ـ في قلعة هولير ـ ليفهمها العوام...وکان عضوا مؤازرا في ـ الهيئة الکرديةـ في المجمع العلمي العراقي.

 

وکل فرد من هذه‌ العائلة الکوردية يتکلم اللهجة الترکمانية بطلاقة. وظهر بينهم الاستاذ شمس الدين المفتي عضو المکتب السياسي للحزب الديمقراطي الکوردستاني ايام الثورة الکوردية... فليسألوا العائلة لعلهم يوقنون !

 

وذائع الصيت الملا أفندي، يقال أن اللغة الترکية کانت کالعجين بين اصابعه‌... وکان من الشخصيات التي ياتيها‌ العلماء ورجال السلطنة العثمانية ومن ثم کبار الدولة العراقية،ومنح وسام السلطان عبدالحميد الثاني ومن ثم وسام الرافدين العراقي... وکانت له‌ ترجمات من الفارسية والترکية، و نظم الشعر باللغات الفارسية و الکوردية والترکية والعربية وکما يذکر الاستاذ زبير في کتابه‌ القيم(علماء ومدارس أربيل) فإن  قسما من تلك الکتب القيمة والمخطوطات لهذا الفطحل الهوليري الکوردي تعرض للحرق في باداوة... و هو والد الوزير العراقي الاسبق الاستاذ عزالدين الملا افندي الذي عين على حصة الکورد...و حفيده‌ الاستاذ آزاد الملا افندي هو وزير الزراعة الحالي في حکومة کوردستان...

 

واذيال الجبهة في احد مواقعهم الالکترونية، إعتبروا هذه‌ العائلة الکوردية العريقة من اصلاء الترکمان،لا لشئ إلا لأن جدهم کان ضليعا في الترکية .... صدق من قال: ومن الجهل ما قتل!

 

لو کنت ترکمانيا لاعترفت وقلت: إن عائلة الدوغرمچى، أحفاد العلامة الشيخ ابراهيم الدوغرمچى، سکنوا في قلعة هولير، وکلهـم يتکلمون الکوردية والترکمانية بطلاقة ، ولم يشذ عن خط الکوردايه‌تي إلا احسان الدوغرمچى الساکن حاليا في ترکيا ، مثله‌ مثل علي

 صالح السعدي المولود في احدى قرى هوليروالذي اصبح من ابرز قادة حزب البعث بعد ان اقام في لبنان، واذاق الکورد ما أذاق .

 

 

وقد ظهر بين ظهرانيهم شعراء امثال برهان جاهد وعبدالجبار کاني الذى يخاطب قومه‌ الکورد:

 

ياأيها الکورد ! تعالوا من اجل ان نکون قرابين لهذا الوطن

تعالوا !  نضحي من اجل سهول وجبال و صحاري الوطن

 

والاستاذ المرحوم ابراهيم الدوغرمچي الذي کان عضوا في  الپرلمان الکوردي، هو من الکورد الذين لهم مواقف مشهودة في مقارعة النظام البعثي... هذا الرجل هو ابن الاستاذ عبدالقادر الدوغرمچي ـ اطال الله‌ من عمره‌ ـ الذي کان مناضلا في حزب هيوا، ومن اوائل من سموا أبناءهم بأسماء کوردية: روناك، فرهاد، ئاواز ، شيرين و  سيروان و وآخرين، ومعلوم أن تسمية الأبناء بأسماء کوردية آنذاک، کانت إثباتا للذات الکوردية ومقاومة سلمية ... فليسألوهـم إن کانوا يشکون!

 

لو کنت ترکمانيا لاعترفت و قلت: أن التحدث بلهجة او لغة ما ـ وفي کل الاحوال ـ لا يعني بالضرورة ـ کون الشخص منتميا  ـ وحتما ـ لقومية معينة.

المؤرخ الکوردى الهوليري الاستاذ زبير بلال کان جل   کلامه‌ ـ اضافة للکوردية ـ بالترکمانية، وکان يؤکد دائما على اصله‌ الکوردي،وان أجدادهـم جاؤوا من قرية خوران...

وقد اتحف المکتبة الکوردستانية بانفس الکتب عن تأريخ هولير وعلماءه‌ وشيوخه‌ ومدارسه‌ الدينية وعن أصل اللغة الکوردية... وکان دائما يقول بأن الکورد أخدوا اللغة الترکية بحسن نية من العثمانيين... وحسنا فعلت حکومة کوردستان بتسمية الشارع المار من أمام بيته‌ بإسم المرحوم الجليل.

 

المغني الکوردي المعروف مشکو، صاحب أجمل الأغاني الترکمانية والکوردية ـ بشهادة الاستاذ ناسري رزازي ـ ، والذي يقترن اسمه‌ بالاغنية التي تبدأ بمقطع:

 

  له‌ پاش مه‌رگـم چ فايده‌يه‌ بییه‌ سه‌ر قه‌برم ـ اي: ما الفائدة من زيارة قبري بعد رحيلي، يا حبيبتي! ـ

 

هذا الصوت الشجي من أصلاء الکورد، ومن منطقة ديره‌ يي بهولير،حولته‌ أذيال الجبهة الترکمانية إلى خانتهم... من يعلم! لعلهم أرادوا اضافة صوت الموتى الى قائمتهم ايضا!... کما اعتبروا- في يوم ما کل من کان يعرف أن اسم الخبز بالترکية هو ( أکمك) ترکمانيا!

 

لو کنت ترکمانيا لاعترفت وقلت: أن الاستاذ إحسان شيرزاد وزير الاشغال والاسکان بعد إتفاقية آذار ورئيس المجمع العلمي الکوردي في فترة ما ،  يتقن اغلب أفراد عائلته‌ اللهجة الترکمانية بجانب الکوردية..

 

شيخ مثقفي هولير الاستاذ زيور خطاب متکلم جيد باللهجة الترکمانية ، ومهتم بمستقبل شعبه الکوردي وله‌ حضوره‌ الثقافي الکوردي . وکذلك الطبيب المشهور عبدالرزاق الدباغ ، فهو يجيدالاثنتين.

 

کما أعلم،  فإن السياسي البارع الدکتور شيرزاد النجار والاستاذ الاديب محمود زامدار والدکتور عبدالله‌ الحداد ـ صاحب: لعنة الآلهة الأربعة ـ والکاتب الساخر الدکتور فرهاد پيربال والمحلل السياسي الدکتور نجدت آکره‌يي  ، من الذين يحفظون اللهجة الترکمانية کالماء.

 

وکذلك الحال مع الاستاذ قرني اسود مدير عام تربية هولير، وعائلة الشهيد نريمان عبدالفتاح، و عائلة الاستاذ وريا بهاءالدين ،  وعائلة الأستاذ الشهيد فؤاد الچلبي الذي کان رفيق عمري. وعائلة جامباز، وظهر بينهم المحامي والپرلماني الاستاذ طارق جامباز، الذي تجشم عناء جمع التراث الکوردي في مجموعة قيمة من الکتب.

 

الزعيـم علي، القيادي الکوردي البارزفي کوردستان، يتکلـم اللهجة الترکمانية  بطلاقة.

 

وکذلك المؤرخ الکوردي الدکتور محسن محمد حسين، وکان استاذي واستاذ الشهيد سعد  عبدالله‌ الذي وصفه‌ قائلا: الدکتور محسن هو الذي علمني الکوردايه‌تي. ويقال أن الشهيد شوکت شيخ يزدين کان کالبلبل في الترکية.

 

لو کنت ترکمانيا لاعترفت وقلت: إن اول مفسرکتب تفسير القرآن باللغة الکوردية هوالعلامة الهوليري الملا حسين شيخ سعدي (1888 ـ) والمولود في محلة خانقاه‌ ـ کان بليغا وضليعا في اللغة الترکية،واصل عائلته‌ يعود إلى عشيرة بلباس،کما يذکر ذلك إبنه‌ الاستاذ بشير، واغلب أفرادها يتقنون اللهجة الترکمانية.

 

الاستاذ الملا  بشير الحداد من عائلة قلما تجد فردا منها لا يجيد الترکمانية أو لا يفهمها... ولصفاء نيته‌ ونقاء سريرته‌، لم تمنعه‌ أصالته‌ الکوردية من أن يقدم برامج دينية باللهجة الترکمانية... ولکن لم يمض وقت على ذلك ، حتى قامت جهات ترکمانية ـ کذلك في الخارج ـ  بنشر صور الشيخ على صفحات الجرائد والمنشورات،  مصورة أن هذا الشيخ الترکماني يحاضر ويخطب لجماهير الترکمان في هولير.... لکن لـمعرفة اصل الشيخ ماضيا و حاضرا،  فليسألوا الشيخ عن القرية  أ لتي أتت منها العائلة، فإن عند جهينة الخبر اليقين!

 

لو کنت ترکمانيا لاعترفت وقلت: أن الاستاذ هادي الچاوشلي شيخ عائلة الچاوشلي في هولير، کان من الشخصيات والکتاب والإداريين البارزين الذين خدموا الکورد  ‌... والصحفي اللامع الاستاذ طارق إبراهيم شريف خير من يشفي غليل الحيران بشان ما قدمه‌ هذا البارالکوردي لکوردستان. ولعل المؤرخ الدکتور جبار قادرـ بحکم قرابته‌ مع هذه‌ العائلة الکردية العريقة ـ يتحف المترددين بما لم يحيطوا به خبرا.

 

لو کنت ترکمانيا لاعترفت وقلت:أغلب أساتذتي في مدرسة المظفرية في هوليرکانوا بجانب الکوردية, يتکلمون اللهجة الترکمانية ، أمثال الاستاذ الحاج حيدرعثمان ـ والد زميلي في المدرسة الاستاذ بختيار، الپرلماني السابق في حکومة کوردستان ـ والاستاذ بشير مصطفى الچلبي ـ والد الاستاذين سردار و هوشيارـ والاستاذ يونس مصطفى ـ أبو کوردستان ـ و الاستاذ عبدالفتاح ـ والد الاستاذ الشاعر سامي شورش وزير الثقافة الحالي وزميلي في الصف الدراسي ـ ولا زلت أذکر کم کانت الفرحة تعلو وجوههم حينما کانوا يوزعون علينا و لأول مرة الألفباء الکوردية لمؤلفه‌ المرحوم إبراهيم بالدار... وهذا يؤکد  أن إستعمال اللهجة الترکمانية في أربيل بجانب الکوردية، هو لکونها ظاهرة ليس إلا، وکذلك يؤکد صحة إحصاء العام1957 عن نسبة الترکمان ـ أو الناطقين بالترکمانية ـ والتي کانت5%، وکذلک التقديرات السابقة... وأذکر أنني فى إحصاء77 أو 78 سألت رفيق عمري الاستاذ فؤاد الچلبى مزحا فيما کتبته‌ العائلة في حقل القومية، فأجاب: ألسنا کوردا يا رجل!

 

بعد إتفاقية آذار، حاول مدير الدراسة العربية البعثي آنداك بفتح مدرسة ترکمانية في محلة شورش بأربيل.. فحول السيد عبدالوهاب الأتروشي محافظ أربيل  الأمرإلى مدير التربية الأستاذ محمد حويز، فدعا هو مختاري أربيل للتداول،  فکان جواب الکل بالترکمانية أيضا: بز کوردخ،کوردي إستارخ! يعني : نحن کورد،نريد الکوردية!... و لعل  الأستاذ احمد حمد أمين سکرتير الذاتية آنذاك، يعلـم القصة بشکل أدق وأکثر تفصيلا.ا

 

لو کنت ترکمانيا لاعترفت وقلت: أن مؤسس فرع الحزب الشيوعي في هولير الملا شريف ـ مترجم کتاب توما پوا عن الفرنسية ـ کان رائعا في الترکية، والشاعرالکوردي المرحوم پيربال محمود کان يتکلم أکثر أوقاته‌ بالترکمانية... ولعل خير دليل لمن يبحث عن الدليل ويريد أن يعلم  أ صول رجال وعوائل هوليرأو أربيل، هو الأستاذ مخلص يونس الهوليري الأصل وصاحب مکتب التفسيرللنشرالکوردي، فلديه‌ الوثائق و التصوير و التقريرـ  حتى ـ عمن مال شيئا  عن المسير لدنيا قد  يصيبها أو لقاء  متاع  قليل، أو لشهادة في ترکيا ينالها أو فيزة يحصل عليها...

 

لو کنت ترکمانيا لاعترفت وقلت: بناء على ما ذکر، لن يجد الترك ولا الترکمان صديقا محبا لهم وللغتهم مثل الکورد... ولکن ـ للأسف الشديد  ـ جوزي الکورد جزاء سنمار لهذا الموقف التأريخي الودي من لدنهم ،حيث   وجد بعض المحسوبين عليهـم لا يرقبوا في الکورد ـ إلا ولا ذمة ـ ولا يراعون هذه‌ العلاقة التأريخية والصميمية بين الکورد ولغتهم ـ على الاقل ـ ناهيکم عن صلة القرابة والدم بينهم ... وتجاوز الأمر إلى حد أن وضعوا أيديهم في يد من لهم وللکورد بالمرصاد، بقصد حجب شمس کوردستان.

  

نعم ، تجد أنه‌ على الرغم من أن عدد الترکمان في هولير ـ حسب الإحصاءات السابقة ونتائج

الإنتخابات الأخيرة ـ محدودة، فإن حکومة کوردستان لم تأل جهدا في فتح مدارس لهم وللکورد الذين يرغبون الدراسة بهذه‌ اللهجة.. وفي المقابل وجد أن بعض الذين في قلوبهم مرض ـ و من خارج هوليرـ من الذين أرادوا أن يخدعوا بسطاء الناس و من الذين لايملکون شروى نقير، لم يتورعوا من محاولة اتخاذ أقذر الوسائل لغسل دماغ بعض شبان الکورد.

 

لو کنت ترکمانيا لاعترفت وقلت: يجب مواجهة الأدعياء والذين يحلقون في فضاء الخيال

في رؤيتهم للواقع وقراءتهم لأرقام النفوس، بالرضوخ للواقع السکاني الذي أثبتته‌ الاحصاءات السابقة والتقديرات الراهنة... والکل مقدر سواء قل او کثر... فالترکمان في کرکوک مثلا ـ وبقراءة الواقع  ـ وبافتراض کونهم السکان الأصليين ـ سواء عاد الکورد أم لم يعودوا، فإنهم يشکلون الأقلية أمام العرب ـ حتى القدماء منهم ـ فکيف بإضافة العرب المستوردين... أي أن الترکمان   سيشکلون الأکثرية في حالة واحدة فقط في کرکوك، وهي عندما تفرغ المدينة من کل مکوناتها...

 

إذن، أليس من  الأفضل للترکمان عدم الإنسياق وراء من يضلون شعبهـم بالقفزفوق الحقائق  باوامرممن لا يبتغون إلا مصلحتهم من إستعمال الآخرين؟ والتأريخ خير شاهد !

 

لو کنت ترکمانيا لاعترفت وقلت:  أن لا مناص من الإتفاق مع الکورد، وألعيش السوي في کنف کوردستان... ولا مناص من رفض کل فکرة أودعوة تتميز بالإنتفاش والکبرياء التي لا يعلوها إلا الزبد الذي يذهب جفاء، عاجلا أو آجلا... وما حدث في هولير أخيرا خير دليل على صدق المثل: جنت على نفسها براقش .... ومثل الغرباء الذين أرعدوا وأزبدوا ضــــد

ذلك الإجراء العقلاني من قبل بعض  ألاخوة ـ أبناء کوردستان ـ في هولير، من الذين تکشفت لهم هشاشة دعوى المدعين الذين أرادوا أن يجعلوهم  ورقة بايدي أعداءهم ، وبالتالي أحسنوا وأصابوا الإختياربالعودة إلى حضن شعب کوردستان... أجل! هولاء مثلهم( کمثل الذي ينعق بما  لا يسمع إلا دعاء ونداء ....)... والعاقبة لمن عرف مآل الشوفينية واعتبر !                         

 

 

ملحوظة: أستميح العذر من القارئ الکريم فيما لو وجد ثغرة في معلومة ما، وأکون شاکرا لکل إضافة أو تصحيح .