ماذا لو قالوا لا؟
خليل كارده

    

الكل يعلم ان كوردستان الجنوبية الحقت بالمملكة العراقية عام 1925 , وكل الحكومات المتعاقبة على العراق وقفت بالضد من الحقوق القومية المشروعة للشعب الكوردي , بل حاربته واستخدمت كل صنوف اسلحة الدمار وأول ممارسة شوفينية كانت تغيير الواقع الديموغرافي للمناطق الكوردستانية وطرد السكان الكورد واحلال العشائرالعربية مكانهم , بعد ذلك تعرض الشعب الكوردي الى ابشع انواع الابادة البشرية ( الجينوسايد ) على يد طاغالعصر صدام , فحملات الانفال السيئة الصيت والمقابر الجماعية هذه صور مختزلة لجرائم الابادة الجماعيةالتي مورست ضد الشعب الكوردستاني في كوردستان الجنوبية , فمنذ عام 1925 ( العام المشؤوم ) وحتىهذه اللحظة تعرض الشعب الكوردستاني الى غبن متعمد وليس هناك في الافق اي بادرة لحل يرضينا , ولم

نحصل سوى الدمار والتخلف والابادة الجماعية . وبعد سقوط العدو الرئيسي للشعب الكوردي والمساهمة الكبيرة لقوات البيشمركة الابطال في اسقاطه والقبض على رموز نظامه , لاح في الافق بوادر حل عادل للشعب الكوردستاني , وساهم مع جميع الشرائح المكونة للشعب العراقي لبناء العراق الجديد , عراق ديمقراطي تعددي فيدرالي , وشارك وساهم في انجاح اول انتخابات شرعية برلمانية تجرى (بضم التاء ) في العراق الجديد , وحصلت القائمة الكوردستانية على المركز الثاني بجدارة رغم بعض الخروقات والتجاوزات التي حصلت بالضد من ارادة الشعب الكوردستاني , وحصلت قائمةالائتلاف على المركز الاول  , والحالة هذه فبامكان هاتين القائمتين الحصول على الاغلبية البرلمانية وتشكيل حكومة جديدة , ولكن مرة اخرى يطغى الفكر البدوي المتخلف على مجريات السياسة العراقية , فتارة يقرون بالفيدرالية وانها النظام الامثل لمجتمع متعدد الاعراق والديانات , وتارة اخرى يتنصلون منها ويقولون انها

اداة لتقسيم العراق ! ولاتوجد لديهم نية صادقة بخصوص كركوك ناهيك عن تطبيع الاوضاع ! ان الشعب الكوردي وبفعل الظروف الموضوعية ! اختار الفيدرالية شعارا وتبنته برلمان كوردستان ووافق على هذا الخيار ايضا جميع مؤتمرات المعارضة العراقية في حينها دون استثناء , مع الاحتفاظ بحقنا

في تقرير المصير والاستقلال .

في ندوة اقيمت بمدينة ديلفت الهولندية اتحفنا القاضي زهير كاظم عبود بمحاضرة قيمة وتطرق الىسبعة نقاط اساسية يجب على كاتبي الدستور العراقي الدائم ان يأخذوه بعين الاعتبار :

اولا- دين الدولة

ثانيا-الاسلام مصدر ( وحيد ) أو أحد مصادر التشريع

ثالثا-المحكمة الدستورية

رابعا-مبدأ فصل السلطات

خامسا-الفيدرالية

سادسا-طريقة تعديل الدستور

سابعا-كركوك

لقد اشبع الاستاذ زهير تلك النقاط التي اشرت اليها شرحا وتحليلا مفضيا , وتطرق في حديثه عندما كان قاضيا في الموصل وبحكم وطبيعة عمله كيف اطلع على القرارات التعسفية للنظام البعثي البائد من استقطاع 150-200 مقاطعة من كركوك والحاقها اداريا بالمحافظات الاخرى , وتهجير عشائر  (ال الدير )

من الديوانية الى كركوك , وهنا طرح استاذنا سؤالا في اشارة الى مجاملة القيادة الكوردستانية للحقوق المشروعة للشعب الكوردي , ماذا لو قالت القوائم الفائزة والاحزاب العربية لا للحقوق القومية الكوردية ؟

هنا اضم صوتي الى صوت الاستاذ زهير , و اسأل القيادة الكوردستانية ماذا لو قالت الاعراب لا لحقوقنا القومية المشروعةا للفيدرالية ولا لتطبيع الاوضاع في كركوك ؟؟؟ انه سؤال جدير بالاجابة ومن اعلى المستويات !!!ان اخر فترة لكتابة الدستور العراقي الدائم هي 15 اغسطس وحتى هذه اللحظة لاتوجد نية صادقة بخصوص الفيدرالية وكركوك , مع ان كل الاحصائيات والدلائل تشير الى كوردستانية كركوك .

وفي هذا السياق اسأل القيادة الكوردستانية لماذا هذا الخنوع في طرح حقوقنا ؟ ولماذا علينا انتظار الموافقة من الاعراب على حقوقنا ؟ لماذا نضع انفسنا في مواقف لانحسد عليه وفي زاوية محرجة , ونجعل امثال المحمداوي وخضير طاهر والقشطيني وعطاالله وغيرهم من الشوفنيين , وكأنهم يمنون علينا او عطية يعطوها لنا ؟؟؟؟ ابعد هذا ماذا لو قالت الاعراب لا ؟؟؟

 

HOME