هل يحق للعرب المطالبة بعدم المساس بوحدة العراق .... خالد مجيد فرج

   

 

كلما التقى مسؤولان عربيان اوحدث تجمع عربي على اى مستوى كان ومهما كانت المناسبة أو تحدث مسؤول رفيع بمناسبة عودته من سفرته الميمونة الى ارض الوطن عن نتائج جولته الأفريقية لابد وأن يذكروا اهمية الحفاظ على وحدة العراق وسيادته محذرين في الوقت نفسه من مغبة تجاهل النشاط الأسرائيلي في الشمال العراقي والذي يهدف الى تقوية النزعة الأنفصالية لدى الكورد بهدف تجزئته الى كيانات ودويلات لايخدم إلا المصالح الأمريكية والصهيونية في المنطقة! وبالتالي الأجهاز على الأقطار العربية الأخرى  واحدة تلوالأخرى بحجة الدفاع عن حقوق الأقليات في الوطن العربي والغريب في الأمر ان الخطاب العربي لم يكن يوما موحدا حتي في القضايا غير السياسية والتي تتعلق بهموم المواطن وحقوقه الأساسية كحق السفر والتنقل بحرية بين الأقطار العربية ولكن نجد العرب ابتداءً من المؤسسات الرسمية ومرورا بالنخبة الثقافية ونزولا الى الشارع يهتفون بصوت واحد لا لتمزيق العراق الذي يعيش فيه قوميتين منفصلتين و متباينتين في كل شئ عدا الدين وفي نفس الوقت نري إن العرب الذين هم اصحاب رسالة سماوية واحدة  ولغة مشتركة وتأريخ واحد وثقافة واحدة ومصالح مشتركة  بالأضافة الى وحدة الجغرافيا ايضا قد تبعثروا الى اثنان وعشرون دولة بعضها لاتتعدى مساحتها ونفوسها مساحة ونفوس مدينة كوردية في كوردستان العراق ولكل منها ـ جيش واجهزة امنية وخطط تنموية واقتصادية وعلاقات دولية مختلفة تمليها مصالح قومية(قطرية) عليا ـ  ولاتوجد قوة في الأرض  ترغمهم على التوحد في دولة واحدة تحت راية واحدة ليحكمهم عربي من بني جلدتهم سواء اكان زعيماً أوامبراطوراً او سلطاناً أو حتى خليفة ولكن نراهم يستميتون في الدفاع عن وحدة بلد فيه اكثر من قومية وتشكيله كان بالأساس مشروطاً  بأحترام خصوصية هذا الأختلاف حين تعهدت الحكومتان البريطانية والعراقية بذلك عام 1922 امام عصبة الأمم حين الحقت ولاية الموصل ذي الأكثرية الكوردية بالعراق العربي الذي في حينيه كان يتكون من ولايتي بغداد والبصرة فقط ومع ذلك  لم تحترم اية من الحكومات التي تعاقبت على حكم العراق هذا التعهد بل هاجمت الكورد في مناطق سكناهم التي تعرف بكوردستان واستولت على مدن كوردية بأكملها وحولتها الى مستوطنات عربية وبالرغم من مرور عقود طويلة ومرهقة وما رافقها من دمار في كل الميادين البشرية والآقتصادية و التنموية على نزاع بين حق الكورد في الحياة ومحاولة سلب هذه الحياة من قبل الذين حاولوا دون جدوى أن يجعلوا كوردستان تتكلم عربي لازالت العقلية العربية في مكانها تتراوح ولم تتغير ففي الوقت الذى تصل المناوشات الكلامية الى حد التجريح الشخصي و قذف الصحون الطائرة فوق رؤوس المؤتمرين كما حدثت وتحدث في معظم المؤتمرات العربية سواء كانت على مستوى القمة أو وزراء الخارجية وحتى في المؤتمرات الأدبية و الفنية حتى وصلت حالة عدم الأتفاق الى مرض مزمن والتي سميت تندرا اتفق العرب على ان لا يتفقوا ومع ذلك تراهم يسدون النصائح تارة و يحذرون تارة اخرى من تجزئة وكانهم هم قد اعتصموا بحبل الله ولم يتفرقوا لكونهم امة واحدة هنالك مثل كوردي يقول( لوكان الأقرع مداويا لداوى قرعته اولاً ).

 

 

 

HOME