كركوك..... بين تزييف الانتخابات   و تزييف التأريخ    !!!!!
جلال الجباري

   

لم يكن مستغربأ, على الاقل بالنسبة لنا كورد كركوك, تخرصات ما تسمى بالجبهة التركمانية حول الانتخابات في كركوك, فقد تعودنا وتعّود الكثيرون من العراقيين سماع هكذا أقاويل من أناس ارتضوا لأنفسهم أن يكونوا بوقأ للأجنبي الطامع وأقصد هنا بالطبع الدولة التركية الفاشية المعروفة بعداءها المزمن  لكل ما هو كوردي وكوردستاني.

ففي الوقت الذي تدعي الجبهة العميلة أن تزييفأ قد حصل في انتخابات كركوك , فهي تسكت بل وتبارك تزييفأ مبرمجأ قام به النظام العنصري البعثي لمدة خمس وثلاثون سنة بل واكثر ,وطالت عملياته العنصرية مئات الآلاف من كورد كركوك  قتلا وتشريد وحرمانأ, وبأعداد تضاهي اعداد كل التركمان اذا لم تزد عليها ,بل وجلبت السلطة الحاكمة أبان العهد المباد مكان هؤلاء الكورد الآلاف المؤلفة من قطعان المستوطنين من الوسط والجنوب, في اوسع عملية تغيير واقع قومي شهدها التأريخ على الاطلاق.

وفي الوقت الذي تدعي الجبهة العميلة أن تزييفأ حصل في انتخابات كركوك , فانها تسكت عن تزييف التأريخ, تسكت عن  حقيقة ان كركوك كانت  تعرف بمدينة ارابخا, وان اجداد  الكورد من الكوتيين والكيشيين  هم من أسسوها, وهم من سكنوها, وهم من اتخذوها عاصمة لدولتهم قبل ان  يدنس هولاكو وجنكيز خان, ومن ثم عباس الصفوي أرض كوردستان ضمن غزوات همجية وصراعات دامية بين االامبراطوريتين الصفوية والعثمانية,  مخلفين وراءهم بعضأ من رعاياهم و حثالاتهم, شأنهم شأن كل الامبراطوريات البائدة في التأريخ,و ليكونوا فيما بعد حراسأ يخدمون هذه الدولة او تلك  لحماية طرق القوافل أو ما كان يعرف بطريق الحرير ,واليوم نجد ان قلة من أحفادهم  يتكلمون عن  حق مزعوم لهم في كركوك وغير كركوك وهم لم  يكونوا أصلأ الا غرباء عن هذه المدينة  اضافة ان القسم الاعظم من هؤلاء ما هم الا اكرادأ وقعوا ضحايا لسياسات التترييك المعروفة اي ان اصولهم العرقية تعود الى الكورد  اصلأ , ونظرة بسيطة في السالنامات العثمانية نفسها تبين بوضوح من كان الاكثرية في كركوك, ناهيك عن عشرات بل ومئات المصادر التأريخية التي تثبت كوردية كركوك و تدحض كل ادعائاتهم الفارغة.

وفي الوقت الذي تتخرص  الجبهة التركمانية  العميلة عن تزييف الانتخابات في كركوك , تتناسى تزييف الجغرافية, وهي تعلم ما هي امتدادت وتوابع كركوك التي اقتطعها النظام السابق من كركوك , وتعرف كم الفأ من الاصوات الكوردية التي حرمت من التصويت لصالح الكورد في كركوك نتيجة هذا العمل العنصري والتي ايضأ تعادل كل نفوس التركمان في كركوك.

وفي الوقت الذي تدعي الجبهة العميلة تزييف الانتخابات في كركوك ,فهي تتناسى ان اصوات مئات الالاف من ابناء كركوك غائبة عن التصويت , وهم لا يستطيعون ان يصوتوا, لا الآن ولا في المستقبل ,لأنهم طمروا وهم أحياء  في صحارى عرعر ونقرة السلمان ,من  الاطفال والنساء والشيوخ من كورد كرميان ,ضحايا الانفال , في اكبر مأساة شهدتها البشرية في الابادة الجماعية بعد الحرب العالمية الثانية,والذين كان عددهم وقبل خمسة عشر عامأ من الآن يقدر بأكثر من مائة الف انسان .

نحن كشعب كوردي ندرك جيدأ المرامي الحقيقية لكل هؤلاء الذين يسوقون تهمة تزييف الانتخابات سواءأ كانوا من العنصريين التركمان او من غيرهم, بل وتوقعناها ايضأ , لأننا ندرك مدى الاحباط الذي اصاب هؤلاء من الحجم الحقيقي للوجود الكوردي في كركوك, رغم كل ما قام بها النظام وطوال اكثر من ثلاثة عقود, فنحن نعتبر هذه الاداعات الفارغة, رغم وضاعة الاساليب المستخدمة في التشهير والتشويه , نتيجة طبيعية لعجز هؤلاء في الاعتراف ان الكورد هم الاكثرية , وهم انما اقلية في ارض الواقع, حقيقة ادركها كل اعداء الكورد سابقأ , وعلى رأسهم النظام البائد ولذلك  اتبع سياسة التطهير العرقي ضد الكورد , والكورد حصرأ, وبتلك الكثافة والوحشية , لذا فعليهم ان يتعايشوا مع هذه الحقيقة ( المّرة) ,قبل فوات الأوان,وعليهم ايضأ ان يدركوا انهم لا يستطيعون ان يفعلوا ما عجز عن فعله نظام دموي كنظام صدام , بكل اسلحته وامكانياته التدميرية , والتي بالتأكيد كانت اكثر فعالية من اطلاق تهمة باطلة هنا ومقالة او تصريح مغرض هناك, ونحن اذ نبشرهم بخيبة امل اكبر , فبعد ايام و حينما  تطبق الفقرة 58 من قانون ادارة الدولةو تعود بموجبه باقي الوحدات الادارية المستقطعة من كركوك الى احضانها ,وهي ذات اكثرية كوردية, فأن اعداد الكوردستتضاعف  بشكل لا يمكن لهم تبريره  على الاطلاق,  فالتبريرات الساذجة التي يسوقونها الأن للضحك على عقول بعض البسطاء من ان الاكراد احضروا الى كركوك اكرادأ من المدن الكوردية الاخرى او حتى من كوردستان تركيا او ايران او سوريا او من اكراد ( الصين) , لا يمكن سوقها انذاك, فكورد جمجمال وكفري وكلار وطوز خورماتو هم لا شك من اهل كركوك الأصلاء شاء هؤلاء ام أبوا.

ثم   هنالك حقيقة ( مّرة) اخرى, وهذه معروفة جيدأ للعنصريين التركمان,قبل غيرهم,  الا وهي حجمهم الحقيقي في هده المدينة والتي هي بالتأكيد ليس بالملايين , وكما يدعون , بل عشرات الآلاف وفي احسن الاحوال لا يتعدى بضع مئات من الآلاف, فادا كانت الانتخابات لم توضح هذ الحقيقة( المّرة) لهم ولغيرهم فان الاحصاء السكاني الذي سيجرى بعد اشهر , سيكشف النقاب عن هذه الحقيقة, عسى ان يدرك هؤلاء ومن يعولون عليهم خارج الحدود ان حصانهم خاسر , وهم انما ينفخون في قربة مثقوبة , وقديمأ قالوا... رحم اللّه امرِئ  عرف قدر نفسه  .

 

 

 

HOME