أليس من العار والشَنار غلق فضائية
  ( روز ) الكوردية في بلجيكا ؟

   
محسن جوامير ـ كاتب كوردستاني
mohsinjwamir@hotmail.com

كما يبدو فان هناك محاولات حثيثة وجادة من لدن الحكومة التركية لاغلاق فضائية ( روز ـ الشمس ) الكوردية في بلجيكا.. ومن المعلوم ان تركيا لم يبق باب لم تطرقه أو دولة أوروبية لم تقدم إليها باشارة أو مذكرة لإطفاء هذه الفضائية، حتى تنام ـ بتصورها العسكرتاري ـ قرير العين مرتاحة البال بعد أن أقضّ الهم والقلق الكورديان مضجعها وفراشها، وكأنها بعد ذلك فتحت الدنيا فتحا مبينا وإنتصرت على من يعارض سياستها المبتذلة التي لا مثيل لعنجهيتها في كم الأفواه وتكميم ومصادرة الكلمة والصحافة الحرة في عالم يكاد جهاز التلفاز يصبح في مستقبل قريب من التحفيات والآثار التي قد تباع وتشترى في أسواق المزاد العلني بثمن بخس دراهم معدودة.

إن مشكلة تركيا ليست منحصرة في وجود فضائية تخالفها أو مقتصرة على معاداتها لجهة معلومة بعينها، لكي تقدِم على إتخاذ كل وسيلة حتي تقبيل اليد والتنازلات عن الامتيازات من أجل تحقيق سياستها بادعاءات مقنَّعة وباطلة.. كلا، بل إن قاصمة الظهرالتي نزلت بها منذ أكثر من ثمانين عاما وابيضّ رأسها شيباً منها، هي في كونها تعادي كل صوت ولون ولغة غيرها ولا تريد أن ترتفع قامة دونها لعذر أو من دون مبررأو مسوّغ .. وإلا لماذا لا تسمح بفتح فضائية كوردية واحدة أو محطة إذاعة حرة في بلدها الذي يعيش فيه أكثر من 15 مليون كوردي، في حين ثمة ما لايحصى من الفضائيات والاذاعات وبمختلف اللغات الاجنبية؟!

ولعل تركيا تدرك جيدا بأن لعبتها مع غلق أمهات قناة ( روز تيفي ) سابقا كلها باءت بالفشل والخسران المبين، حيث ما أن أغلقت قناة إلا وفتحت أخرى بعدها بمدة قصيرة، وبأحلى صورة وأرفع تكنيك وأقوى منطق وأصلب قناة.. ولا يُظن أنها ستكون هذه المرة أوفر حظا من سابقات مبارياتها العدائية... وذلك لأن ساحة اللعبة تطورت أكثر والحكام أكثرعلما وخبرة وإن اللاعبين أكثر لياقة  واستعدادا والجمهور أكثر حماسا ووعيا وتحضرا، والعبرة هنا بالنتائج والقواصم من الضربات في اللحظات الأخيرة، لا بالمقدمات.

ولكنه عار وشَنار على جبين الدول المتحضرة ـ وبالاحرى الدانمارك التي تُرسَل موجات الفضائية عبرها ـ والتي تنادي بالديمقراطية والحرية، أن تغازل تركيا على حساب حريات الشعوب وصوتها وصورتها، وتتنازل عن مقدساتها الحضارية من أجل إرضاء أسوأ دولة على وجه البسيطة في تعاملها مع شعبها بالقهر، فيما لو كان هذا الشعب حقا منها.

لذا نهيب بكل الشرفاء في العالم من كورد وعرب وعجم، وبكل المنظمات الانسانية والمواقع الألكترونية أن يعدوا العدة لهذا الامر ويرفعوا أصواتهم لرفض هذا الاجراء العنصري التركي التعسفي وإدانته وإقتناص الفرصة لتعريف السياسة التركية المنحرفة بالعالم وكشف القناع عنها، من خلال إرسال رسائل ومذكرات إحتجاجية وبالوسائل السلمية والمدنية المتوفرة إلى الجهات المعنية في الدانمارك وغيرها، لإفشال خطة تركيا المنافية لكل القيم والأعراف الحضارية في غلق فضائيـــــة ( روز تيفي) الكوردية في بلجيكا.