سجن نقرة السلمان في مذكرات شهود عيان .... ( 3- 3) 

   

                                                                                                      شه مال عادل سليم

                                                                                              www.sitecenter.dk/shamal 

  هدموا بيوتنا و دمروا قرانا :-       

 

يروي  عبدالله حسن من سكنة ﮔوﭙﺘﻪﭙﻪ   فيقول .. كيف انسى الانفال ... كيف انسى  تلك الايام المشؤومة ..... كيف انسى الايام التي اختطفوا مني زوجتي و اطفالي و اقربائي ...   اعتقلت من قبل مفرزة مشتركة من الجيش و الجاش ( المرتزقة ) و كانوا مزودين بسيارات حديثة من نوع   ( تويوتا  بيك اب ) مزودة برشاشات( بي كي سي ) و مدرعات ، سيارات عسكرية و سمتيات  ... بعد ان القوا القبض عليّ انهالوا علي بالضرب و الشتم و السب و لم توقفهم توسلاتي و استفساري عن سبب ما يحدث ...... اختطفوني  في عز النهار ليلقوا بي في سجن لا اعرف مكانه لحد الان ... استقبلني احد ضباط الامن في غرفته .. بداوا بضربي و تعذيبي و بعد عدة ايام نقلوني الى سجن اخر و هناك و ضعوني في احدى غرف التعذيب .. علقوني الى السقف بعد ان شدوا يدي الى الخلف و بداوا بضربي بالكيبلات  الى ان اغمى عليّ ... ثم وضعوني في غرفة انفرادية، بقيت هناك لمدة شهر وخلال هذه الفترة لاقيت  شتى انواع التعذيب ( تعليق ، ضرب بالكيبل ، كوي ، تسليط التيار الكهربائي على الأماكن الحساسة  ثم  تعذيب النفسي ..هددوني باغتصاب زوجتي و بنتي الوحيدة ... وفعلا لجاوا الى ذالك و لكن ليس معي بل مع عائلات و اشخاص اعرفهم و كانوا من نقس قريتي..... نعم كانوا يغتصبوهن و يدفنوهن احياء ....نعم احياء ..

كانوا يجلبون لي كل يوم و جبتي طعام مكونة من ( صمونة معفنة و قليل مما يسمى شوربة العدس ) و بعد شهرين من العذاب نقلوني الى سجن نقرة السلمان وانا موثوق اليدين و معصوب العينين ... وهناك التم شملي ... التقيت بزوجتي و اطفالي ... كانت اللقاء اشبه بالحلم  ... فعندما أنزلونا من الباص رايت زوجتي، كانت واقفة في طابور طويل و بيدها قطعة صمون، كانت في حالة لا تحسد عليها .......   عندما راتني اغمي عليها ... احتضنتها و بكيت كالاطفال ....... نعم كا لاطفال ............ كنا في حالة صحية تعيسة بسبب المضاعفات التي حصلت لنا جراء التعذيب الجسدي و النفسي ......

  هكذا كان  لقائي مع زوجتي و اطفالي في سجن نقرة السلمان الصحراوي   بعد شهور من التعذيب و الالام في الزنزانات الانفرادية   .. نعم  كانت اياما لا تنسى ..... ...وهذا يؤكد الحقيقة الناصعة التي غدت اليوم معروفة للشعوب العراقية وللعالم اجمع  ان صدام و زمرته العفنة تاجروا  بنا و بحياتنا جميعا من اجل البقاء متسلطين على رقاب الشعب باي ثمن و بكل وسيلة  ........

 

لقد دفنوا اطفالنا احياء :-

يقول رحيم عبدالله من مواليد 1931 مه ملي .. القى القبض علينا في عملية الانفال السيئة الصيت و اقتادونا حيث لا ندرى الى اين ؟ لقد اخذوا زوجتي و بناتي الى المجهول ...... وتم ترحيلي مع مجاميع اخرى الى سجن نقرة السلمان .. التقيت هناك باقاربي و اصدقائي. .. كنت اشك منذ البداية في بقاء عائلتي على قيد الحياة ...... نعم لقد استخدموا اطفالنا و نسائنا و شبابنا في تجريب الاسلحة الكيمياوية و دفنوهم في مقابر جماعية سرية ...  كما راينا بعد سقوط الصنم كيف حول صدام المجرم العراق الى سجون ومقابر جماعية ......

نعم ان ارواح اطفالنا ستلاحق القتلة و المجرمين و طفولتهم ستلعن صدام و زبانيته العفنة الى ابد الابدين .......

كما اطالب الحكومة العراقية بالأسراع في محاكمة هؤلاء المجرميين على كل ما ارتكبوا من جرائم بحقنا و بحق الشعوب العراقية ........ نحن شهود عيان  بقينا احياء لنسرد لكم و للعالم اجمع قصصنا  الماساوية التي فاقت الخيال ...

نعم قصصنا ماساوية الى ابعد حد .......          

 

    ((هل الامر بحاجة الى تعليق ؟ ))

 

التقيت بضحايا الانفال في مدينة اربيل و ضواحيها    ( شهود عيان ) على اكبر جريمة عرفتها البشرية في تاريخنا الحديث و هم في حالة مزرية و تعيسة من كل النواحي  ....... بيوتهم من البلوك و كسر الطابوق و الطين او الجص اما السقوف فمن الحصران و الصفائح المعدنية التي لا تقيهم لا حر الصيف و لا برد الشتاء اما القسم الاخر فما زالوا يسكنون تحت الخيم ......  نعم الخيم…… لا يوجد مركز صحي  ولا مستوصف قريب وكل عائلة مسؤولة عن نفسها(( اطفالهم حفاة  و ليس باستطاعتهم التعلم لعدم وجود مدرسة))  اما مياه الشرب فهي غير صحية لأنها ملوثة (( حيث تضع كل عائلة برميلا عند باب ما يسمى دارها بانتظار سيارة( تانكر) تاتي لملئه مقابل ثمن باهض لذالك يتعذر على العائلة استعمال الماء للغسيل...انا شخصيا شربت الماء  وكان طعمه مرا ومخلوطا بالزيت    ...

 لا يمر يوم الا  ويختطف الموت احدهم و خاصة من الاطفال ...  فلذات اكبادهم .... اما الساحات و الدرابين فمحاطة بتلال النفايات و البرك الاسنة مما ادى الى استفحال البعوض و القوارض و تسبب في انتشار امراض قاتلة     ..كما تعاني  الساحات ايضا من تجمع مياه الامطار وخاصة قي فصل الشتاء  ...تفتقر مناطقهم بشكل عام الى ابسط الشروط الصحية كانهم يعيشون في عالم اخر او كانهم اسرى لحد الان في المجمعات القسرية الصدامية !!

 لذالك اطالب  من الحكومة العراقية ومن السيد ابراهيم الجعفري شخصيا  الذي قال ان( قلبي يتسع لكل العراقيين)  ان يبادر  ليخفف من معاناتهم و ماساتهم  باعطائهم قطعة ارض و مبلغ مالي لتدبير امورهم لبناء حجرة و احدة على الاقل لتخفف عليهم حجم المتاعب و المعاناة و ماساتهم الاقتصادية . اماحالتهم النفسية المزرية فترافقهم الى الابد  على قول الضحايا  .... الذين لا حول لهم و لا قوة ... هجرهم صدام و زمرته البائدة عنوة بعد ان (هدموا بيوتهم و دمروا قراهم لاسباب امنية كما كانوا يدعون)  فصارت الصحاري و السجون و المنافي البعيدة ماوى لهم  .. نعم هذا هو حال المواطن الكوردستاني   الذي ضحى بكل غال و نفيس من اجل الخلاص من اشرس نظام عرفته البشرية بعد الحرب العالمية الثانية   ...... فهل الامر بحاجة الى تعليق ؟ انها دعوة جديدة للالتفاف الى قضية هؤلاء الضحايا لتوفير امكنة استقرار لا ئقة بحياة البشر في عراق الجديد .....

كما اضم صوتي الى صوتهم و اقول ان ابناء الشعوب العراقية بمختلف انتماءاتهم السياسية و القومية و الدينية ينتظرون بفارغ الصبر اليوم الذي سيحاكم فيه صدام و اعوانه على ما ارتكبوا من جرائم  شنيعة ضد شعوب العراق والمنطقة منذ استلامهم السلطة في عام 1963 المشؤوم الى يوم سقوط الصنم في              9 - 4  -2003  .

 

*(( ذوو الشهداء و المتضررين  تهتم الحكومة برعاية ذوي الشهداء و المتضررين من النظام السابق لا  سباب سياسية او طائفية او قومية، وتوفير العيش الكريم لهم ، و رعاية جميع ضحايا النظام السابق من المعدومين و السجناء و المعتقلين لا سباب سياسية، و المهجرين و المهاجرين و اعادة ممتلكاتهم و اموالهم ،و اعادة المفصولين السياسيين الى وظائفهم، و اعادة الاعتبار لجميع هؤلاء المواطنين الضحايا على الصعيد المعنوي و القانوني و المالي ،و الاهتمام بالمناطق المتضررة مثل مناطق الاهوار و حلبجة .

وفي هذا السياق ستسعى الحكومة الى استحداث صندوق تعويض ضحايا النظام السابق تحت اشراف وزارة المالية و فق ميزانية الدولة )).  راجع البرنامج السياسي لحكومة السيد ابراهيم الجعفري

 

 

                               انتهى

 

                           2005-10-16