أقواسٌ أرجوانية

   عبد الحكيم نديم الداوودي

 

الى رفات البارزانيين الشهداء حيث حجبتهم غربان الشر من رؤية فلذات اكبادهم

وهم يدفنون احياء في رمال صحراء عرعر وسبية السماوه

رفات أمة كتبت خلود الحياة لكوردستان

 

وقف على عتبة التاريخ

من جموع المقابر الجماعية

متأملاً خلف نافذة الكوارث

أقواس داره الارجوانية،

مستذكرا جبال كردستان

وعلى رحيلها القسري

من مجمع قوشتبة

تقرا امها الضريرة

من شفاه ابنة الجيران المغتصبة

في دوائر الامن.

اماه هذه هي رسالتي الاخيرة

وانا ربما اودع الحياة

مع حبيبي المعصوب العينين

في السيارة المغلقة

لاتتركوا قريتنا المهجورة

ولا مدرستنا الخاوية على عروشها

الا من حقائب طلابها الملطخة ببقايا الاجساد

اماه صوت من هذا

يناديني من اعالي قنديل وسفين

وبندقية من هذه تلعلع بعد هدوء الليل

من متين وبيرمكرون

صوت من هذا الناي الحزين

ابتلعه فراغ الليل

وصمت من يدعو الاخوة في الخلقة والدين

من عار جناة المقابر الجماعية نقاضيكم

باستغاثة الاطفال اوالنساء

ونطلبكم بّديَة عروس الكورد

في ليلتها وهي مصونة عذراء

اماه....!! اماه!!!

ادنوا ...

فأدنوا من بعد مسافة الصحراء القاتلة

لكل جميل في الحياة

فبعد نواح الكلاب وعواء الذئاب،

بقىَ ظلّها من بين الاشباح وحده يحكي

وداعها الاخيرلانها كانت كوردية

مستبيحة بسورة الانفال

لذا ذكرتها اجهزة الفاشية

كحادثة عبَرتْ من غير نواح.

 

 

 

حوار من مجمع قوشتبة عبر صحراء الموت

 

انتظرتها من خلف ركام الاشلاء،

وهي تقاوم زحف انياب الشفلات

قالت سمعت استغاثة والدتي المسنة

وهي ترفع اكف الضراعة للسماء ،

في الحافلة القادمة

سناخذ كاكا ،

ومن شمالنا الحبيب فتياتكم جارية للمتاع!.

ومن بين حضن جثة مغربلة بالرصاص

ثمة بسمة طفلة مؤنفلة تناجي امها

كي تعيدها قبل اذان الفجرالى بهدينان.

 

 

قصيدة مؤنفلة

حبيبتي المخطوفة

بعد منع التجول في كفري وطوز

والمتهمة من قبل بارق الحاج الحنطة

بتهريب الرسائل

تركت بالامس خلف

سريرها البارد

انفاسها الدافئة

كذكرى من دموع

وذكريات قرية تحكي لنا

من هنا اخذوهم وقالوا لنا

ربما هذه المرة لا نطيل السفر.

 

 

عبد الحكيم نديم الداوودي