كركوك .. والكورد .. وحدة طوعية أم انفصال ؟

خليل كاردة

 

أن ضبابية وعدم وضوح بعض القوى السياسية العراقية وجل شرائحها وفئاتها الوطنية في طرح برنامجها الانتخابي لاتنسجم وتطلعات الشعب الكوردي وطموحه في الفيدرالية( الجغرافية ) ناهيك عن كوردستانية كركوك , مما حدى بالقيادات الكوردستانية التلويح دوما وترك الباب مفتوحا على مصراعيه بالتهديد بالانسحاب من الانتخابات العراقيةخيارا أخيرا لاستخدامه كعامل ضغط .
لقد نبهنا مرارا الحكومة العراقية المؤقتةمن باب الحرص ليس الا , بتطبيق المادة (58 )من قانون أدارة الدولة العراقية الانتقالية , بشكل توافقي ويرضي الاطراف وأثنيات ومكونات
وأطياف الشعب العراقي في كركوك , ولكن الحكومة العراقية المؤقتة تصر على التملص من التعهد بتطبيق تلك المادة الانفة الذكر وتتبع سياسة الانتقائية في توجهاتها العامة وبالذات مع المادة (58 ) وتطبيع الاوضاع في كركوك , ومع أقتراب استحقاق الانتخابات العراقية في30 يناير 2005 , لاتزال هناك امور كثيرة عالقة في مدينة كركوك رغم اتخاذ الهيئة العليا للانتخابات موقفا متقدما والسماح للمهجرين الكورد بالتصويت , لازال هناك مشكلة المدن والقرى التي سلخت ( بضم السين )من محافظة كركوك وألحقت قسرا بالمحافظات الاخرى ضمن سياسة التعريب والتهجير السيئة الصيت التي أنتهجها النظام البائد , والادهى أن الحكومة الحالية تعمل وفق تلك السياسة وعلى ضوء افكارها التي هي بالتأكيد سياسة شوفينية معادية لامال وطموحات الشعب الكوردي المشروعة .
أن سياسة عدم حسم الامور والانتقائية تضر بالقضية العراقية لا تخدمها على المدى الطويل
وتؤدي في أغلب الاحيان الى نتائج عكسية وسلبية وخيمة والى فرز أعطاءات سياسيةجديدة تبرز على الساحة العراقية والكوردستانية تضيف عبئا اضافيا على الحكومة العراقيةالمؤقتة , لذا على الحكومة أن تحسم الامر وتبادر الى خطوة أخرى جبارة والحاق المدن والقرى التي سلخت ( بضم السين ) من محافظة كركوك وتطبيع الاوضاع مما تنصف الحكومة العراقية بتلك الخطوة ان أقدمت عليها مدينة كركوك البطلة التي عانت الكثيرمن سياسات الانظمة المتعاقبة على بغداد , وبالتالي نقلل من مساحة التطرف على الساحةالكوردستانية وتهديد تماسك الدولة العراقية , فهل من عاقل في الحكومة العراقية المؤقتة ؟؟ وان اقدمت الحكومة على هكذا خطوة سوف تفوت الفرصة على الارهابيين ودول الجوارمن التدخل في شؤوننا الداخلية .

أريد أن اوضح حقيقة قد تكون غافلة لمعظمنا أن مدينة كركوك هي أمن قومي كوردستاني أي مساس بكركوك , مساس بكوردستان والعكس صحيح فكلاهما مترادفان ومتناسقان , وعلى هكذا أساس فلتسن الحكومة العراقية سياساتها حتى يصلح الخلل الذي اوقعت نفسها فيه .

 

 

HOME