الكورد والكيمياوي والبرلمان العراقي المنتخب .......
خالد مجيد فرج       

 

 

عندما عجزت الحكومات العراقية المتعاقبة عن التفكير العقلاني، لما اَلت اليه اوضاع البلد من خراب و تأخر في البنى التحتية وخراب في الأقتصاد  ودمار في الثقافة . وبدلاُ من مراجعة النفس والسؤال عن الية اكثر حضارية وتسامحا من التي اتبعوها بحق العراقيين عامة والشعب الكوردي على وجه الخصوص، كونه يطالب كبقية خلق الله  بتقرير مصيره، حيث إن مطاليبه لم تكن تتجاوز الحكم الذاتي لأكثر من ثلاثة عقود. اتجهوا الى شراء المزيد من سلاح الخردة ،من مشاجب الروس والكتلة الأشتراكية ،والكتلة الغربية لاحقاُ وأشدهم نهماُ لهذا المسلك جمهورية الرفيق ابو حلا ،التي اوغل في النهج التدميري في قيادتها للمجتمع والدولة بطرق شديدة الهمجية والتخلف هجرتها حتى اكلي لحوم البشر ومن ضمنها صرفها لبلايين الدولارات لشراء المفاعلات الذرية والأسلحة الكيمياوية وتبديدها لمردودات الثروة النفطية لأكثرمن خمسة وثلاثون سنه التي لو لم تحرق في سبيل ديمومة الفكرالقائل (العرب ثم العرب) ولاغير، والحزب الواحد والرئيس الأوحد، وذلك بحجة تحرير فلسطين و ضرب عنق من يقف بوجه هذا الطموح الثوري والمشروع!. لكان احوال المؤمنين من عرب وكورد وتركمان ومسيحيين وصابئة ويزيديين وحتى الكفرة إن وجدوا، لاتقل تطورا عن احوال أي شعب اخر، انعم الله عليهم ( ببدوٍ) لا يمتهنون السياسة، ولايلوون عنق الدبابة التي يركبونها في الصباح الباكر، ليتجهوا الى القصر الملكي أو الجمهوري، ليعلنوا الثورة بأسم شعب لايزال نائما في سريره، ولايعرف شيئاً عن هذه الثورة المجيدة والآبطال القائمين عليها، والأسباب التي حدا بهؤلاء الكوكبة المؤمنة من التوجه الى الحكم بهكذا مسيرة وكالحرامية في (نص الليل) ليصبحوا بعد ذالك، حكاما شرعيين  في نظر الشارع العربي المؤدلج ، بفضل الصحافة التي لاتمشى الا والكوبون النفطي في ميمنته، والشيوخ الذين اصبحوا الوكلاء المعتمدين لدى الباري في توزيع اراضي الجنة على الذين يصدقوا قولهم في جهاد لايشملهم لاهم ولا اولادهم الذين يدرسون في  جامعات دارالكفر. والفضائيات التي لم تكن لتدوم ولا لتنتشرالا بفضل بركات وكرامات و توجيهات الأستاذ الدكتور عدي أبن ابيه . والمحامون الذين لم يقولوا ولم يدافعوا ولم يقفوا وقفة مشرفة في حياتهم، ولا في حياة اجدادهم العربان ،الذين خلفوهم عارا على جبين الأنسانية، حتى وهي في مراحلها القروسطوية، ناهيك عن اننا نعيش الأن في عصر مابعد النهضة، وبفضل تكنلوجيا المعلومات التي وفرتها لنا الغرب الكافر. حيث نستطيع ان نشاهد بأم اعيننا وعن بعد كل الجرائم التي تمارس  بحق الشعوب، بما فيها التي حدثت في ابي غريب. إذ لم نشاهد وقوفهم الى جانب اية قضية انسانية، كوقفتهم في المحكمة وهم يدافعون عن باني فللهم و مانح السيارات والهبات الى نقابتهم السيد الرئيس صدام حسين، الذي خانه الشعب العراقي بتواطئه مع المحتل الأمريكي والذي لو لم يكن مستحقا وناكراُ للجميل لما حشره بطل الأمة في المقابرالجماعية. وطيلة حياة هذه الحكومات والآخيرة بالذات كان الكورد في صراع دائم معهم، ليس من اجل الأرتقاء باسباب العيش الكريم، وليس من اجل توفير العمل أو تطوير مناطقهم من الناحية الأقتصادية والعمرانية والثقافية، لابل لاجل البقاء على قيد الحياة فقط. وبما إن المعارك فرضت علينا كما فرضت على بقية الشعوب المسلوبة حقوقهم ومن ضمنهم الشعب الفلسطينى مع فارق بسيط هو أن مضطهدنا نحن الكورد لم يكن شارون بل كان عربياً اصيلاً ومؤمنا بالأسلام وخير دليل على ذالك خطه لعبارة الله اكبر على العلم العراقي، والذي يتمسك المسلمون قبل بقايا البعث به كراية ابدية للعراق ذو الأعراق والديانات المختلفة كما تسببت تلك المعارك بتدمير الأقتصاد الريفي الكوردستاني تماما، وذالك عندما استعان منقذ العرب  بأية من أيات القران الكريم و انطلاقا منها شن اكبر عملية تدمير وسلب(غنائم التي تعتبر في الموروث الأسلامي العربي حلال على الغازي) للريف عرفتها البشرية و غيبت اكثر من مائة و ثمانين الفا من الكورد وخنق الآلاف منهم بالأسلحة الكيمياوية، اي اكبر من ضحايا كارثة توسونامي والتي هبت كل دول العالم بجمع التبرعات بما فيهم دولة خادم الحرمين، وارسلوا الوفود الطبية و الهندسية الضخمة في سبيل مساعدتهم لتجاوز اثار الصدمة المروعة و اصلاح مايمكن اصلاحه. وفي حينه لم يلتفت الى معاناتنا لا الدول التي تعتبر نفسها من احباب الله ورؤسائها او ملوكها من المبشرين بالجنة لكثرة تقواهم و صدقاتهم، الى معاناة اخوتهم في الدين ولا الدول التي تصنف نفسها من مناصري حقوق الجميع بما فيه الكلاب السائبة .                                                         

مما تقدم تبين لنا بأننا الكورد كنا من الخاسرين في هذه المعارك، إن لم نكن الخاسر الأكبر والأن نحن متجهون الى اول عملية اقتراع  حر والتي لم تجر في العراق منذ زمن بعيد،لأرسال مندوبينا الى البرلمان العراقي، المزمع انشائه بواسطه هذه العملية الديمقراطية، والتي نشارك فيه بكل نشاط وهمة مع ادراكنا التام بأننا سنكون الأقلية فيه واصواتنا تذهب ادراج الرياح ولاسيما عندما يتعلق الأمر بالأمور المصيرية التي ناضلنا وضحينا من اجلها طيلة هذه العقود، عندما نري العرب الذين هم اكثرية بالطبع مع الأخوة التركمان يئتلفون لكي يكونوا صوتا واحدا تجاه مندوبي الكورد لاشك اننا لو لم نحظى بغطاء دولي كما في جنوب سودان فسنعيد خسارتنا المزمنة في التشكيل العراقي، ولكن هذه المرة بالديمقراطية التي رضينا بدخولها والقبول بأليتها التي تعتمد في صدور قراراتها بأغلبية أصوات لا تمثلنا نحن الكورد

 .                                           

HOME