كركوك كعبة الكورد

   ناجي عقراوي   

 

 اذا كانت الخلافات و الأختلافات تعالج بالتفاهم او التوافق ، يكون من واجب الحريصين على مستقبل الكيان العراقي  ، رفع سقف الحوارات لأيجاد حلول للمشاكل و الأزمات ، و على الكورد أثارة تلك الخلافات  و عرضها على الرأي العام  ، و على أصدقائهم رفع الصوت لأيجاد حلول عادلة و منصفة للخلافات و منها هوية كركوك الكوردستانية ، و العمل سوية لأعادة الاوضاع الى ما قبل اختراقات الحكومات العراقية المتعاقبة ، التي مورست بحق هذه الهوية منذ وزارة الهاشمي وصولا الى النظام المقبور  ، و يظهر بأن هوية المدينة اصبحت ضحية نتيجة الحاق كوردستان الجنوبية بالكيان العراقي في عشرينات القرن الماضي ، والتحرك الجدي نحو حسم هذه المعضلة  لا يكون الحل بالتهرب منها الى استحقاقات اخرى ، لأن  بقاء الكيان العراقي الهش موحدا يتوقف على حل كل الأشكالات و التجاوزات التي حصلت في كوردستان العراق ، هذا الكيان الذي انشأه تشرشل حينما كان وزيرا للمستعمرات البريطانية ، بجمع بئرين للنفط  ليخلق كيانا غير متجانس لا عرقيا و لا مذهبيا  ، و لم تبذل الحكومات العراقية في عهديها الملكي و الجمهوري شيئا يذكر ، لأيجاد التقارب بين مكونات الشعوب العراقية ،  الا بعض المحاولات التي قامت بها حكومة  المرحوم عبدالكريم قاسم .

ان طرح نقاط الخلافات و الأختلافات بين الفرقاء الثلاث الكوردي و العربي السني والشيعي ، و خاصة تلك الحساسة منها  لكونها  عميقة  لا تنحصر في المناطق المعربة فقط ، لذا يستوجب الأستفادة من أحداث و وقائع التاريخ   بتروي ، حيث نجد  بأن بعض مالكي العبيد كانوا ينادون بتحرير العبيد ، و لكنهم لم يطالبوا  بسن قوانين لتحريرهم ، و هنا نجد ذلك في في تاريخ الولايات المريكية المتحدة ، و نجدها كذلك في التاريخ الأسلامي  و موقفهم من ابن سبأ او من عمار بن الياسر او من سلمان الفارسي او من بلال خير مثال ، رغم عتقهم من العبودية منعوهم من  ابداء الحجة و الرأي ، مع الأسف لا زال بعض العرب و المذاهب الأسلامية تنظر الى الكورد  نفس النظرة  ، مهملين بعض القضايا المهمة بأنكارها ، و نسيان  تجاوزات حصلت بحقهم و لا زالت  تحصل متجاوزين حتى  القضايا الظاهرة للعيان ، من اهمها المواقف السياسية  ووضع ا لفرقاء الثلاث من معادلات القوى الاقليمية ، و التي أدت في أحيان كثيرة الى الأضطرار للجوء الى لهجات شديدة في الطرح من هذا الطرف او ذاك ، و نتيجة ضبابية مواقف البعض من مكونات الشعوب العراقية ، و تنصلهم من الأتفاقات و الوعود السابقة ، التي لا تؤدي الى جزم الخلافات ، و تجاهل المطالب الكوردية في مرحلة اعادة بناء هيكل الكيان العراقي  ، بحجج عقيمة او الأدعاء بوجود اوراق ضغط اقليمية و دولية ، هي حجج واهية غير منطقية ، ان كان مقصدنا جميعا مصلحة و مستقبل العراق .

مع الأسف لم تستطيع بعض افراد احدى الجاليات تقدير حجمها ، بل اندفعت بقوة وراء مخططات بعض دول الجوار العراقي ، حيث القي القبض يوم امس على عصابة ( عزيز القناص ) المتكونة من13 شخصا من الجالية التركية في مدينة كركوك ، حيث اعترفوا بتلقيهم الدعم من الميت التركي لقتل المسؤولين الكورد ، و مع الأسف  ان بعض التيارات الدينية سواء كانوا ذوي أهواء ايرانية او عروبية لم تستوعب الوضع العراقي و المرحلة ، كل جهة تجر الحبل لصالحها و تلغي الآخر ، بل لا زالوا يفكرون في كيفية تجاوز و تجاهل الورقة الكوردية ، متصورين  بأن الانعكاسات و التطورات التي حصلت على الارض يمكنهم تفعيلها لصالحهم فقط ، مثل هذه التحليلات الغبية لا بد وأن  تؤدي الى تفريغات سياسية خطيرة ، لأ ن للطرف الكوردي  ايضا مرتكزات يستند عليها ، لذا فأن سياسة ننتظر و نرى هي سياسة مرفوضة لدى الجماهير الكوردية و لا  تتقبلها  او تتساهل مع مثل هذه الطروحات ، و لسنا مع بعض الأطراف الأخرى أيضا  التي ترسل أيحاءات دورية بضرورة الأنتظار ، لحين هدوء العاصفة لكي تتحسن ظروف الحوار و المناقشات ، ان هذه المواقف تعيد الى أذهاننا ذكريات سيئة و مثيرة للقلق ، قد تؤدي الى أبعاد تعجيزية خطيرة جدا ، و لا سيما بأن قوات البيشمه ركة جاهزون و مسلحون و مقاتلون أكفاء صمدوا أمام خامس جيش في العالم .  

الكورد رغم الضجة التي أحدثتها الجالية الطورانية ضدهم ، فأنهم أثبتوا بأنهم ليسوا طرفا في المناكفة الأمريكية مع سوريا و ايران ، و يعلن الكورد أيضا  سوف يكون لنا مواقف اخرى اذا استمرت بعض الأطراف النظر الىالقضية الكوردية بعين الريبة ، و لتعلم هذه الأطراف بأن هناك أزمات كامنة كثيرة يمكن ان نثيرها في حالة أهمال المطالب الكوردية ، لا سيما ان القلق أصبح هما مشتركا في أوساط الكورد ، و بغض النظر عن حقيقة و مصداقية السياسة الامريكية ، التي تقابلها استراتيجية البعض في المنطقة لجهة تعارضها مع السياسة الأمريكية ، والتي قادت  هذه التعارضات  الى مفعول عكسي و سلبي ، و أدت الى معادلات صعبة داخل العراق ،  لا يمكن للكورد الوقوف موقف المتفرج من الأحداث التي تجري بقربهم ، و خاصة بعد غياب البعد السياسي العقلاني لبعض الأطراف من القضية الكوردية برمتها ، و نحن نتذكر تصرفات المجرم سعيد حمو العفري الطوراني حينما كان يضع اطفال و نساء و شيوخ الكورد ،  في مقدمة لواء الخامس في تحركات لوائه  لأخماد الثورة الكوردية ، و حينما كان يفشل و يلقي المقاومة من الكورد شعب الله المختار كان يبيد هؤلاء العزل ، كما فعله الشاذ جنسيا المجرم الحقير اللقيط اتاتورك بحق الكورد و الأرمن و العرب و الآثوريين  واليونانيين و الفرس .

لنكون صريحين أكثر أن مشاعر الجيل الجديد من الكورد ، قد تحولت الى نوع من الرفض للعيش المشترك ، و لا يستطيعون سماع الأسطوانات المشروخة القديمة الجديدة و التي كان  يسمعها  أجيالنا في الماضي ،  التي  كانت تدعونا للخضوع بدون أثارة ، كي يستمر بيعنا في سوق النخاسة ، و يستمر مسلسل  نهب ثرواتنا و سلب أراضينا ناهيك عن المعاناة و الذبح و القتل ، و من ثم يأتون و يطالبوننا ان نهتف لهم ، اللهم انصر الدين و الدولة و السلطان ، متناسين بأن مطربة الحي لم  تطربنا ، فمن الطبيعي ان لا يطربنا زمار الحي أيضا .

 مع كل ما وقع على  الكورد من أنتهاكات و تجاوزات ،  لم يتصرفوا يوما ضد بقية مكونات الشعوب العراقية على اسس  عرقية او مذهبية او دينية ، و دوما كانوا و لا زالوا  يميزون بين الخيرين من مكونات العراق الأثنية و المذهبية (  و ما اكثرهم ) ،  و بين الحاقدين على الكورد من بين هذه الطوائف و الملل ،  لذا ليس غريبا بأن يخرج علينا من هنا و هناك او من أقاص المعمورة ، من هم مع هذه الدولة المجاورة و يسير في فلكها و متيم بهواها ، او من هو مذهبي التفكير ليتفلسف على الكورد كأنه وصي عليهم ، و ليضع لهم  مشاريع و أقتراحات غبية و ساذجة  ، و لا زال هؤلاء أصحاب الخيال يعيشون في أحلام اليقضة ،  و يقومون بتشريح جسد منطقة كركوك الكوردستانية ، و ويوزعون   قلبها و يديها و أرجلها ، و يلحقونها بدبر و رأس هذه المدينة او تلك ، كأنهم فطاحل آخر الزمان ، و في الحقيقة أنهم لا يفهمون من الجغرافية سوى جدالهم عن كيفية دخولهم الى المرحاض بالرجل اليمين أولا ام برجل اليسار ، و لا يفهمون من التاريخ شيئا سوى بعض الغيبيات وكيفية أخذ الجزية من الغرب الكافر الذي يعيشهم ، هل يكون عن طريق السرقة ام عن طريق السلب ؟ !! ،  حتى اوصلوا سمعة المسلمين الى الدرك الأسفل ، و جعلوهم أضحوكة للعالم نتيجة تصرفات و فتاوي هؤلاء الجهلاء ، حتى قال الغرب  ان في الأسلام ضجة ما بين الشيعة و السنة ، هذا في حسينيته يلطم و ذاك في مسجده يصرخ ، و كلاهما يمجد مذهبه و يندب ، و يرفعان سيفهما  ليهددوا به الغرب الكافر عن فراغ .  

   بفزعة يعربية اسلاموية هب أحفاد كليب و زبالة و جربوع مع أحفاد  رستم و يزدجر ،  وليلتقوا مع أيتام  جنكيزخان و هلاكو و تيمور لنك  و أرناؤوط ، ضد أحفاد يأجوج و مأجوج من الكورد عباد النار ، لأنهم طالبوا رفع الضيم عنهم و استرداد اراضيهم المسلوبة و رفع مستوطناتهم من ارض كوردستان ، هذه الأراضي التي سلبوها بأسم الدين و السلطان ، و سمع العالم امثال هؤلاء من الغوغاء و هم يصيحون في كعبة  الكورد بأن الكورد عدو الله ،  و عربستان و تركستان و فارستان حبيب الله ، و لكي يتأدبوا من التاريخ نقول لهم ، بأن ابن باني عروبتهم و دولة خلافتهم التي ورثها الترك و الفرس منهم ، يزيد بن معاوية حينما تولى الحكم و أهدر ما أهدر من دماء الأبرياء أنشد قائلا :

 

لعبت هاشم بالملك فلا                            خبر جاء و لا وحي نزل

 

هؤلاء الحاقدين ورثوا عقليتهم من أمثاله ، يعيشون في الرذائل و في نفس الوقت يكفرون الآخرين ، أستعباد الضعيف ديدنهم و بوس يد القوي مفخرتهم ، يأخذون القشور و يرمون اللب ، لذلك نجد بأن لهم رؤية أحادية الجانب ، و ينكرون حقائق الآخرين  متصورين بأن الحقيقة معهم وحدهم ، لا يأتيه الباطل من بين يديه و لا من خلفه ، بهذه الواجهات التي رفعوها غرزوا مخالبهم عميقا في أجسادنا .

حينما كان النظام العروبي السني في العراق ، يرفع شعار لا شيعة و لا شروال ، كنا نتضامن مع الأخوة الشيعة في معاناتهم  و أحتضناهم ، و حال سقوط الطاغية و تنفس الكورد و الشيعة الصعداء ، أخذ هذا النفر الضال  و بتشجيع من بعض المعممين بأنكار حقوق الكورد ، مع تقديرنا للأكثرية الطيبة و المسالمة من أتباع أهل البيت التي لا قوة ولا سلطان لها ، فأننا على قناعة تامة بأنه لو لا الظروف الدولية ، و وجود هذا الكم الهائل من الأنفلات الأمني و الفوضى السياسية ، فأن أصحاب هذه التوجهات لمارسوا ضد الكورد أقسى اشكال القمع و التهور و الأضطهاد  وبأسم و تحت راية الوطن و الدين ، ولكنا نشاهد قمعهم و كرههم للكورد  يفوق ما قام به صدام حسين ضدهم  . 

و ما يجهله الطارئون على السياسة والسلطة ، بأن سقوط نظام السابق بلمحة البصرعلى يد قوات التحالف  ، في الوقت الذي  كان يملك ذلك النظام اكبر قوة في الشرق الأوسط من حيث الكم و النوع ، و بعد تفريغ القوة العراقية بالطريقة التي شاهدناها ،  قد أحدث خللا كبيرا  في معادلة الأمن العراقي و الأقليمي ، و بعد المستجدات التي حصلت على الأرض و تجذرت ، لا يمكن اعادة التوازن الى تلك المعادلة بصيغها السابقة ، بل هناك قوى أقليمية مرشحة للأفراغ و التعرض الى نفس الأجراء ، و أختلطت الأوراق بالنسبة للبعض  بعد ان أصبح البعيد قريبا ، و  أصبح  للضيف الجديد الحاجة الى قوى كانت معزولة بدلا من القوى التقليدية السابقة ، و هناك قوى اقليمية سوف تلعب دورا بعد أن كان التعاون معها محظورا . أما حصر الكورد في الزاوية من قبل الشيعة كما ترغب ايران  ، و حصرهم من قبل السنة كما ترغب تركيا و سوريا ،  و حسب أتفاق وزراء خارجية هذه الدول ، فأن الكورد بأمكانهم   التحرك على الأرض ، اذا اضطروا  للتعاون مع القوى المهيمنة في منطقة الشرق الأوسط و اللاعبة فيها ، اذا لم تبادر القوى و التيارات الوطنية العراقية التعاون مع الكورد بقياسات متوازنة ، على اساس تطبيق المادة ( 58 ) من قانون ادارة الدولة العراقية ، على كامل تراب كوردستان الجنوبية ، و جماهير كوردستان تطالب قياداتها ، في حالة تلكوء الحكومة المؤقتة او التحالف في تطبيق تلك المادة ، فعلى الكورد أخذ المبادرة بتنفيذ و تطبيق تلك المادة و بدون اية تحفظات مهما كانت التضحيات .

و نرجو ان لا تنسى القيادات الكوردية دورالأصوات الكوردية  في المهجر  ، و تفعيل دورهم المؤثر و الفاعل  في الرأي العام العالمي ، و هنا يكون من المطلوب  رفض المواقف الجامدة ، و كذلك رفض مواقف الألوان الداكنة للأحزاب العراقية ، فاذا لم نتحرك نحن الكورد و نحرك الأحداث فأعداء الكورد سوف يتصورون باننا في حالة ضعف و نرغب الأستسلام ، عندئذ سوف تقودنا الأوضاع الى الترحم على ايام الطاغية صدام حسين و نعتبرها اعيادا ، قلق في الحياة و عدم في الآخرة ،  و نخرج من المولد بلا حمص على حد قول العقيد القذافي .

على الكورد ان يفهموا بأن استرجاع الحقوق يكون بتجاوز الشفقة و الرحمة ،  لأن الحقوق تؤخذ و لا تمنح ، و لنتذكر جميعا كيف أنهم لم يرحموننا و لم يرحموا شيوخنا و أطفالنا ، و لا زالوا لا يرحمون أهلنا الذين يسكنون في المخيمات و المعسكرات ، نعم علينا ان نسامح ضمن المعقول و لكن يجب ان لا ننسى الأيادي الملطخة بدماء شعبنا ،  ويجب ان لا تؤثر الضغوط الاقليمية على التهاون في أسترداد الحقوق ، لأن مواقفها عنصرية غير متوازنة مبنية على تراكمات عقيمة و نابعة عن تفكير سلطوي ، و هي مواقف مبتورة و ناقصة ليست لها قيمة حضارية في التوازنات الدولية و اتجاهات الراي العام العالمي .

حاربت قريش النبي محمد بن عبدالله أكثر من عقدين دفاعا عن آلهتها ، و عندما فتح مكة حطم أوثان الكعبة في الليلة التالية ، و في الصباح وجدت قريش أوثانها مهمشة فلم تكترث لها ، بل و دخلت قريش الى الدين الجديد لما وجدت مصالحها مؤمنة بطريقة توزيع الغنائم

( المؤلفة قلوبهم ) ، دلالة على ان قريش لم تكن مخلصة لآلهتها ، بل كانت تحارب النبي محمد من أجل أمتيازاتها ، و هذا ما نجده في تهافت تركيا و العراق وآخرين من دول الجوار ، لسلب نفوط كوردستان الجنوبية ومنها نفط كعبة الكورد كركوك المقدسة ، لذا على الكورد ان يثبتوا عمليا بأنهم يدافعون عن كرامة وطنهم و عزة شعبهم .

أننا مهما ذكرنا  الوقائع المادية  و الأحضائية و التاريخية و الجغرافية عن كوردستانية كركوك ، فأنهم يستمرون بشن ارهابهم الفكري ضد الكورد ، و حينما يفشلون يحولون ضجيجهم و صراخهم  الى أرهاب أعلامي ، و سمعنا قريبا كيف قام   رموز الجالية  الطورانية التي تعيش على ارض كوردستان ، بأقامة  ندوة في جامعة الزقازيق المصرية ، وبالتنسيق مع السفارة التركية في القاهرة ، و بالتعاون مع بعض الفراعنة أمثال طزبه شقيق الراقصة الشرقية المعروفة في استنبول ، ليزوروا التاريخ  كأن الولوج في باب التاريخ عمل هين ، و يفتروا على الكورد بقصص واهية و اكاذيب عفى عليها الزمن مسيئين الى رموز و قادة الكورد  ، ناسين بأنهم يحفرون قبورهم بأيديهم لأننا لم نرجع الى كركوك عن فراغ ، و سوف نرجعهم الى جحورهم ويلمسوها هم و من يساندهم على أرض الواقع ،  لأن في الفيه ليس ماء بل دم كثير .

حينما كان البعض في المعارضة حاولوا جعلها  معارضة مشوهة و كسيحة بتوجيه من

الجوار العراقي و الآن يريدون ان يجعلوا من الكورد ، كالخشب الذي تحت المنشار يؤكل ذهابا و ايابا ، فالذي يتصور بان الأمن هو أمن مذهب معين او السلطة لقومية معينة دون الآخرين ، فأنهم على خطأ و في جعبتنا الكثير لهم ، وتصورنا لأمن العراق هو أمن الوطن و المواطن  و الراحة هي العيش الرغيد لكل العراقيين ، و المسؤول يجب ان يكون ممارسا و مؤمنا بالعلاقات الأنسانية ، و ما جرى في أحدى الوزارات المختصة في وضع ميزانية الدولة لسنة 2005 م ،  بأشراف مستشارين و خبراء أيرانيين على مسودة ميزانية الدولة ، دلالة على خطورة ما مخطط لمستقبل العراق ، و قد قدر هؤلاء الخبراء الأيرانيين برميل النفط الواحد بسعر 26 دولارا و بموافقة الوزير الهمام ، في حين ان سعر البرميل تجاوز 40 دولارا ، و لا سيما بأن الميزانية القادمة تعتمد كليا على واردات النفط  ، و لم يشترك في وضع الميزانية لا ممثلي اقليم كوردستان العراق و لا ممثلي المحافظات السنية ، و قدر هؤلاء المستشارين ميزانية المحافظات الكوردية الثلاث 8 % ، في حين ان نظام المجرم صدام كان قد قرر ميزانية تلك المحافظات 13 % ، و كذلك برنامج النفط مقابل الغذاء منحت المحافظات الكوردية نفس النسبة اي 13  % .

   و لم تخصص مسودة الميزانية المكتوبة أيرانيا  اية مبالغ لملاكات أ و للتعينات الجديدة  لمنطقة كوردستان ، و الأخطر ما يحصل هو عدم وجود رقابة مالية على واردات النفط ، كأن بحث الميزانية العراقية سوف تناقش في دهاليز مجلس الشورى الأيراني ، بدلا من المجلس الوطني العراقي المؤقت . 

و ليعلم من يريد بأن يتصور بأنه يريد أن يملك نفط العراق لحسابه فقط ، نقرأ في أذنه و أذن من يقف وراءه من اننا الكورد نملك عود الثقاب .

 

 

       

HOME