جمهورية (شمال العراق) .....
هشام عقراوي

 

يبدو أن عددا لا بأس به من عرب العراق يكرهون أسم كردستان الى درجة يمتنعون عن ذكره و لو لمتطلبات البحث و الكتابه و هي بالنسبة لهم وحش و مارد مسحر في طريقه الى ألتهام الامة العربية و العراق العربي على غرار جمهورية ارض الصومال التي هي في طريقها الى الاستقلال تحت اسم ارض الصومال. فالعديد من الدول و الحكومات العربية و حتى المثقفين العرب يمتنعون أستخدام أسم "ارض الصومال" و يطلقون عليها أما جمهورية  أرض الصومال في الشمال أو جمهورية ارض الصومال الانفصاليه. تحت هذين الاسمين تتعامل جمهورية الصومال و حتى العرب مع جمهورية أرض الصومال التي تقع جغرافيا شمال الصومال.

هذا الاختلاف و الامتناع في أستخدام الاسم ليست مصادفه بل ناتج من أختلاف في الرؤية الى المضمون. ومن الاسم المستخدم يعرف الانسان رؤية الجهة المحددة الى الكيان السياسي أو الجغرافي. فكل من لا يستخدم اسم " كردستان" أو "كردستان العراق" يعني دون تردد رفض تواجد الشعب الكردي على هذه الارض، و التي سميت بكردستان نظرا لتواجد الشعب الكردي عليها وليس لسبب أخر. فمصطلح عربستان في أيران أتي نتيجة سكن العرب في تلك الارض وليس لأن المنطقة أسمها عربستان. واذا دققنا في اسماء الدول و المناطق نرى بأن كلها سميت لنفس الاسباب أو لأسباب تضاريسية بحته.

فمنطقة الاهوار في العراق سميت كذلك نظرا لتواجد الاهوار فيها، و منطقه الجبل في لبنان سميت كذلك نظرا لكونها منطقة جبلية. و السعودية أتت من أل سعود و أمريكا من مكتشفها، وأيران من اريان و الجنس الاري، و تركيا سميت كذلك بعد مجئ الاتراك و المغول اليها، أما اسم العراق فقد أتي من موقعة الطبيعي والتضاريسي الجغرافي وهو يعني (الارض المنخفظه أو القريبة من البحر) (1).

أذن اسم العراق لم يأتي من أسم شعب معين عاش فيها بل من طبيعة الارض.  وبما أن أخواننا العرب لا يستطيعون تغيير معجم اللغة العربية، فأن هذا الاسم لايحمل بين ثناياه أي مدلول لمنطقة جبلية. وبذا فأن العراق من أسمة الحالي لا يمكن أي يضم المنطقة الجبلية و بالتالي الارض التي تسمى كردستان.

فلو استخدمنا معنى أسم العراق لمنطقة كردستان (شمال العراق) فسيعني " شمال الارض المنخفظه" أو شمال الارض القريبة من البحر". وهذا مخالف لما هو موجود على الارض. فلا شمال العراق ارض منخفظة و لا هي بقريبة من البحر. وبما أن اسم العراق كان موجودا منذ مئات السنين فالنظرية الاقرب الى العقل لأستخدام هذا المصطلح هو ان الارض التي كانت تسمى بالعراق لم تكن تشمل الحدود الحالية و بالذات المنطقه الجبلية. اي أن كردستان لم تكن ضمن العراق تأريخيا والا لما كانت قد سميت بهذا الاسم، لأن هذا الاسم مخالف لطبيعة المنطقة الجغرافية التي يشملها. فهل من الممكن أن نطلق على ارض جبلية اسم السهول المنخفظة.

هنا سأضع العنصريين في العراق في ورطة لا يخرجون منها ألا بتغيير معنى العراق. واقول للذين يمتنعون عن ذكر اسم كردستان بان عليهم تسوية جبال كردستان الشاهقة بالارض كي تصبح أرض مستوية و ينطبق عليها أسم شمال العراق وألا فأنكم ستكذبون أنفسكم بأنفسكم. و الذي يطلق على كردستان اسم شمال العراق كالذي يطلق على السهل اسم الجبل و على المرتفع أسم المنخفض.

واذا كان الكرد الى اليوم لم يعلّموا ابناءهم معنى أسم العراق حرصا منهم كي لا يدخلوا في معمة عنصرية مع أناس ذو عقول متحجره فأن تمادي هؤلاء في عدائهم حتى لأسم الكرد و كردستان يدفعنا لا بل اصبح واجبا مقدسا (و فرض عين كما يقول الكثير من هؤلاء)  أن نعلم أبناء الكرد معنى أسم العراق و ادخال هذا المصطلح في مناهج الدراسة في كردستان كي يعرفوا بأن اسم ألعراق لا يحمل في معناه ارض كردستان.

هؤلاء و صفحة العراق للجميع (2) على راسهم ومن يقف وراءهم يتخنزرون عندما يقول اي كردي بأن العراق ليس بلدا عربيا ولكنهم يرفضون و ينكرون الكرد شعبا وارضا، ولكي نكون على مستوى المواجهة و نحافظ على شعبنا ويستمر في البقاء و لكي نحمي وطننا من الاحتلال، فيجب أن نضع النقاط على الحروف ونذكر الذين يريدون تزوير التأريخ و معجم اللغات أن اسم العراق يعني الارض المنخفضه و لا يرمز الى العرب أو الى قبيلة عربية ويعيش فيها العديد من القوميات و بذا فان العراق ليست بدولة عربية صرفه (ولهذا فان الكرد لا يطالبون بتغير هذا الاسم) وان اسم شمال العراق يعني شمال الارض المنخفضة و هذا أيضا مخالف للحقيقة فجبال كردستان شاهقة و بارزة للعيان من جبل حمرين ومن يطلق على كردستان أسم شمال العراق بغرض نفي كردستانيتة كالذي ينطح جبال كردستان و في النهاية لا تؤدي الا الى كسر رأوسهم العفنه المليئة بالعنصرية وهم بعملهم هذا يثبتون للكرد و لمحبي الانسانية بأنهم خير خلف  لسلف صدامي.

هؤلاء لايرون ألا انفسهم و يعتقدون أنهم بأنكارهم للحقيقة و رفضهم لأستخدام اسم كردستان سيمحونها من الوجود و لكن على العكس من ذلك فأن هؤلاء يساهمون في تقوية العنصرية لدى الكرد ايضا و ألى استقطاب القومية الكردية وبالتالي الى وضع حد فاصل بين الكرد و العرب و من ثم الى تقسيم العراق. فمن المستحيل أن يستطيع اي كردي من ضمنهم أنا، العيش في بلد ينكر وجودي و ملئ بالعنصريين من أمثال العراق للجميع ومن لف لفهم.

عمل هؤلاء لا يختلف عن عمل الارهابيين الذين يدمرون العراق و يعملون على بقاء القوات الامريكية في العراق بأعمالهم و يدعون معاداتهم لأمريكا.

فكما أن الارهابيون سيطيلون أمد تواجد القوات الامريكية في العراق فأن هؤلاء العنصريون يعملون على تفكيك العراق بحجة الحفاظ على وحدته من خلال أنكار التواجد الكردي و ارض اسمها كردستان. فهما كان الكردي مستعدا للمساومة ولكنها لا تصل الى حد أنكار قوميتة و ارضه. وهؤلاء بأعمالهم سيساهمون مشكورين في تكوين جمهورية شمال الارض المرتفعه (كردستان) و ليست المنخفظة و القريبة من البحر كما تعني كلمة العراق.  

  

(1) فاضل حسين، مشكلة الموصل، مطبعة اشبيلية، ط 3، بغداد، 1977 

 (2) http://www.iraq4allnews.dk/viewnews.php?id=70788

HOME