الذئب الاغبر ثمرة دموية للطورانيه

 حمه رشيد هرس _ مسرحى كردستانى

                                                 

         hemereshid@hotmail.com

 

صعدت فى الآونة الاخيرة فقاعات طورانيه الى سطح حضيض سياسات جماعات الذئب الاغبر الذين ما تزال براثنهم تقطر دماً علىاثر المجازر العشوائية والابادات الجماعيه لآمم الكورد والاٌرمن والقبارصة واليونانيين والارناؤوطيين و....و...        

فاليتذكر الانسانية مجازر جمال باشا الملقب (جمال السفاح) للاٌبرياء العرب فى بلاد الشام عام 1915 والتى كانت من احدى مواضيع مادة التاٌريخ وربما لحد الان فى الدول العربيه.            

فاليعلم الانسانيه كيف وحدوا (الطورانيون) مع النازيين الالمان واسسوا علىغرارهم حركة الذئب الاغبر, وقيادات هذة الحركة العنصرية يمارسون السلطة لحد الان, وهدفهم الرئيسى هو اخضاع جميع الدول التى كانت تحت حكم الاحتلال العثمانى وارجاعها لدوله الام (تركيا) بقوة السلاح(1).

 

فاليتذكر الانسانية كيف راوغ مصطفى كمال (اتا ترك) بمصير الشعوب السالفه الذكر, وكيف دمرت شمال كوردستان عقب ثورات الكورد التحرريه كثورة (البدرخانيين) وثورة( اكرى) بقياده الجنرال الكوردى احسان نورى و(ثورة الشيخ سعيد بيران) و(ثورة درسيم) بقيادة السيد رضا, وكيف استعملوا جميع اساليب البطش والدمار ولم يتوانوا حتى فى استعمال السلاح الكيمياوى وللمرة الاولى ضد المدنيين وباعترافهم عقب اخماد الثورة عام 1939(2), ونشاهد الان تماثيل واصنام (اتا ترك) فى كل الميادين وسوح المدن التركية وبالاخص مدن كوردستان الشمالية لاستفزاز الامة الكوردية وتأكيدهم فىالاستمرار على نهجه العدوانى ولقب (الاتاترك) معناه الاب او الاب العقائدى للامة التركيه وايضاٌ للتباهى به وتقديسه.                                      

فاليعلم الانسانية بأن المناضلة الكوردية (ليلى زانا) ذاقت الامرين فى سجون تركيا ولسنين عديدة لمجرد ان تفوهت ببضعة كلمات كردية فى برلمانهم (الجستابوى).                               

فاليتذكر الانسانية قصة حياة المناضل التركى (الدكتوراسماعيل بيشكجى) الحافلة بالعذاب والمأسات, وقضائة لسنوات ذهبية من عمره فى زنازين تركيا لمجرد ان اعترف بكينونة الكورد وناصرهم كامة مغدورة.  

وهذة هى القلة القليلة من حجوم مأساة امة شاءت الاقدار ان يبتلون ببلواهم الشوفينى الفاشى عبر الازمان, اى منذ الهجوم المغولى البربرى. لان الفكرة الطورانيه التوسعية ترجع جذورها الى جماعات الخروف الابيض والخروف الاسود وقبلهما السلجوقيين او بالاحرى منذ الهجمة المغولية التترية على منطقة الشرق الاوسط اى ايام تيمور لنك وجنكيزخان ثم حفيده السفاك هولاكو.            

فالدولة العثمانية التى كانت تدعى الدين الاسلامى وعلى المذاهب السنية, كلها كانت ادعاءات مزوره وليست الا الاغطية لمرور النزعة الشوفينية التركية تحتها.                               

ان اقطاب الطورانية جميعهم كانوا ضباطاُ ومقاتلين فى الجيش العثمانى البربرى, اى انهم كانوا فى جسم السلطة العثمانية الى ان سيطروا على زمام الامور واسسوا الدولة التركية الدموية بعد الحرب العالمية الاولى بقيادة اتاترك, وثم تبلورت حركة الذئب الاغبر فى قمقم الطورانيين والى يومنا هذا انهم سلسلة غير منقطعة من سلالات وطوائف ذوى الافكار التوسعية الفاشية, ينحدرون جيل بعد جيل قابضين على السلطة فى تركيا, ودليل على هذا الزعم انة فى الايام المنصرمة عندما ناشد فرنسا الدولة التركية بالاعتراف بمجازر الارمن فقط دون المجازر الاخرى, فجن جنونهم وزمجروا ضد فرنسا وأبوا الاعتراف بها وهذا دليل بأنهم اصحاب ميراث وممارسات اَباءهم الدموى ويسيرون على دربهم العدوانى. فالسلوك العدوانى والفاشى لساسة الاتراك لايفتح المجال امام الاعتدال والدليل على ذلك انقلابهم الدموى فى 1960 ضد الحكومة المعتدلة واعدام رئيسه (عدنان مندريس) وكذلك قتل الرئيس ( توركوت أوزال) غدراً و(حسب علمى مسموماً على ما اتذكر)وهذين الشخصين تعتبران معتدلين بالنسبة الى جميع حكام تركيا منذ نشوء الدولة التركية الى يومنا هذا.                                                                           

عزيزتى القارئة وعزيزى القارىَ                                                                

ها انهم اتوا مرة اخرى ليختبروا حظهم العاثر فى جنوب كوردستان الصامدة ويزجون انوفهم فى شؤوننا, انهم اتوا ملفقين حجج جوفاء منتحلين الحق, بحفنة من العملاء والجواسيس تحت ذريعة حمايتهم ويبغون تعليق غسيلهم على حبالنا. نعم ها هى ما يسمى ب (الجبهة التركمانية) لقيطة الطورانيين والناطقين باسمهم ماضون فى تطبيق سيسات الذئب الاغبر فى قلب كوردستاننا, انهم نهضوا بين انقاض النفايات الاتاتركية التى ليست لها ثمار سوى الخجل والعار عند العاقبة, نهضوا لاجترار التأويل الهزيل والتراقيع المعيبة والادعائات الكوميدية, يظهرون بمظاهر المضلومين ويظمرون الخبث والشر تارةً, ويهددوننا باكتساح جيوش الترك لمدينة كركوك الكردستانية تارةًَ اخرى, مدفوعين لهذه الهراأت باوامر فوقية حسب كل المؤشرات والدلالات.   وهنا نقول لهم: من منكم مرشح ان يلعب دور( رؤوف دنكتاش) القبرص, (قبرص تلك الجزيرة الامنة دنستم ارضها تحت بساطيل جندرمة الترك التتريين )نقول هذا كى نعرف مقدماً من هو, او من هم يكونون من اوائل الهاربين الى امان مولاكم (الذئب الاغبر) عند فشل ماَربكم الدنيئة نقول لهم: انتحلوا الحق وابعثوا بسموم مقالاتكم العبثية العقيمة الى مواقع الشوفينيين فى الدول المجاورة لكوردستان حتى تهدمون السعادة والاستقرار على انفسكم حين لايسعفكم الذئب الاغبر ولا الثعلب السائب.                                                                                        

الحافز والرادع فى حاضر كوردستان يوفر مادة وافية لانشاء تصور معقول والتنبؤ والتيقن بما يحدث فى المستقبل, اذ ان كل المؤشرات هى فى صالح حقنا المشروع وامتنا المغدورة عبر الازمان. وتذهبون انتم وكل الشوفينيين وعواءهم فى ستين داهية. اننا متفائلين بقضيتنا لان الشرفاء من العرب والترك والفرس وكل الذين ليست لهم مصلحة فى هوية المنطقة يسطرون مواقف مسؤؤلة و سليمة فى حقنا المشروع. وهذة كلها علامات العزم والسؤدد. ومرة اخرى تذهبون انتم والذئب الاغبر والثعلب السائب فى ستين داهية.

 

18/12/04

(1)كتاب( بيرى نه ته وه يي كوردى ليس الفكرة القومية الشرقية ولا فكرة ناسيوناليزم الغربية)ص92 للفيلسوف الكوردى جمال نبز                   

(2)نفس المصدرص41( المصادر) مع صورة منشورة فى جريدة السلطة التركيةعام 1939.                  

  

         

                          

HOME